ما يصادفها، هذا العدو الألد هو الذي يفتّ من قوة الهمة.. فعليكم أن تضربوه بسيف الآية الكريمة: ﹛﴿ لَا تَقْنَطُوا ﴾|﹜ (الزمر:٥٣).

ثم يشن «حبُّ الظهور وميل التفوق» هجومَه، هذا الميل المغروز في الإنسان يحاول التحكم على خدمة الحق الخالصة من الحسد والمنازعة، فيهوي بضرباته على رأس الهمة ويطرحها على الأرض مِن على جوداها.. فعليكم أن تبعثوا إليه حقيقة الآية الكريمة:

﹛﴿ كُونُوا قَوَّام۪ينَ لِلّٰهِ ﴾|﹜ (النساء:١٣٥).


ثم يبرز إلى الميدان «الاستعجالُ» فيُزِلّ قدم الهمة ويقلبها على عقبيها بطفراته خطوات ترتب الأسباب والمسببات. فيشوش مراحل العلل التي وضعها الله سبحانه في سننه الكونية.. فعليكم أن تحتموا منه بالخندق الأمين للآية الكريمة:

﹛﴿ اصْبِرُوا وَصَابِرُوا وَرَابِطُوا ﴾|﹜ (آل عمران:٢٠٠).


ثم يتصدى لها «الرأي الشخصي» المستبِد والتفكير الانفرادي الذي يبدد أعمال الإنسان، رغم أنه مكلّف -بفطرته- برعاية حقوقه ضمن رعايته لحقوق الآخرين.. فعليكم أن تصدوه بالحقيقة الشامخة في الحديث الشريف: «خير الناس أنفعهم للناس». (75)

ثم يخرج إلى ساحة المعركة عدوٌ آخر وهو: «التقليد» فيجد الفرصة سانحة لتقليد الكسالى والمتخلفين، وبه يقصم ظهر الهمة.. فعليكم تحدّيه بالحقيقة الشاهقة، تلك هي حكمة الآية الكريمة: ﹛﴿ لَا يَضُرُّكُمْ مَنْ ضَلَّ اِذَا اهْتَدَيْتُمْ ﴾|﹜ (المائدة:١٠٥). كيلا تبلغ يدُ العدو أذيال الهمة.

ثم يلوح العدوّ الغدّار وهو: «التسويف» الناجم من العجز وفقدان الثقة بالنفس، فينشأ منه تأجيل الأعمال الأخروية من اليوم إلى الغد، وهكذا حتى يمسك يد الهمة ويقعدها عن النهوض.. فعليكم الاقتداء بسر الآية الكريمة: ﹛﴿ وَعَلَى اللّٰهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُتَوَكِّلُونَ ﴾|﹜ (إبراهيم:١٢). على الله لا على غيره. فاجعلوا التوكل عليه سبحانه حصناً للهمة.

ثم يدخل الساحةَ العدو الملحد وهو: «التدخل في ما هو موكول أمره إلى الله» فينزل هذا التدخل بضرباته القاسية ولطماته الموجعة على وجه الهمة حتى يُعمي بصرَها... فعليكم

Yükleniyor...