ج: احفروا بالفكر الملّي في جوف الأمة حوضاً للمعرفة والمحبّة -كحوض الكوثر- وسُدُّوا بالمعارف والعلوم ثغراتٍ تحتها يسيل منها الماء، وافتحوا بالفضيلة الإسلامية المسايلَ التي تصب الماء فيه. هناك نبع كبير ضائع أسيء استعماله إلى يومنا هذا، فجرى في الأرض السبخة الرملية فما أدّى الّا إلى ترعرعِ متسولين عَجَزة.. فشيِّدوا مجرىً جميلاً له وصُبُّوا الماء بالمساعي الشرعية إلى ذلك الحوض ثم اسقُوا بستانَ كمالاتكم به، فهذا نبعٌ لا ينضب ولا ينفد أبداً.

س: ما ذلك النبع؟.

ج: الزكاة، فأنتم أحناف وشوافع.

س: [حبذا ونعمت إن لم تذهب غائضه، بل فاضت إلى تلك الخزينة]. (52)

ج: [أجل، إن فيكم ذكاوة إنما تتزاهر بالزكاة].

س: كيف؟.

ج: لو أعطى الأذكياء زكاة ذكائهم، وصَرَف الأغنياء ولو زكاة زكاتهم لمنفعة الأمة، لتسابقت أمتنا مع الأمم الأخرى.

س: ثم ماذا؟

ج: إن ما يعين ذلك النبع هو الإعانة الملّية الإسلامية، وهي الصدقات والنذور التي هي أبناء عمومة الزكاة تنبض بعِرقها، وتعين في الخدمات.

س: لِمَ تسخَر كثيراً من عاداتنا المستمرة وتزيفها؟ (53)

ج: لأن لكل زمان حكماً، وهذا الزمان يحكم على عادات هرمة بالموت والنسخ، لأن مضارها قد ترجّحت على منافعها، وهذا الترجيح يفتي بإعدامها والقضاء عليها.

س: ما أول ما يلزمنا؟.

ج: الصدق.


Yükleniyor...