دام طوال ربع قرن من الزمان بل أكثر. وعانى الأستاذ النورسي في تلك الأيام الحالكة أشد الظلم والعنت، إذ ما كان يَحِل في منفى الّا ويُنفى إلى غيره، ولا يبرَّأ من محكمة إلّا ويدخل أخرى، وهكذا إلى ما بعد سنة ١٩٥٠م حيث تمكن من إعادة النظر في الرسالة، فشذبها وعلّق عليها بهوامش وحذف ما يقرب من ثلثها من بداية الرسالة وما كان قاصراً على فترة معينة، أو ما يمكن أن يُساء فهمه. وعندما أريد نشرها في سنة ١٩٥٩ أعاد المؤلف فيها النظر بدقة وأجرى بعض التنقيحات والتعديلات من حذف وإضافة، ونحن بدورنا قمنا بترجمة هذه الطبعة المنقحة.

هذا وقد كتب الأستاذ النورسي إلى طلابه رسالة خاصة بعثها لهم من منفاه «قسطموني» يبين فيها رأيه في مؤلفاتِ «سعيد القديم» عامة وفي هذه الرسالة خاصة، ثم أعقبها برسالة أخرى بعثها لهم من منفاه «أميرداغ». كلتا الرسالتين ذات أهمية في فهم مضامينِ مؤلفات سعيد القديم، وقد ألحقنا رسالة قسطموني بهذه المقدمة ونحيل القارئ الكريم إلى «الملاحق» للاطلاع على الرسالة الأخرى قبل مطالعته مؤلفاتِ سعيد القديم الاجتماعية.

أما عملي في الترجمة والتحقيق، فقد اقتصر على الخطوات الآتية:

١- اعتبار النص التركي الموسوم ب«Münazarat» المطبوع بدار سوزلر بإسطنبول طبعات عديدة جداً والذي أقره المؤلف نفسه هو الأساس .

٢- مقابلة هذا النص بالطبعة الأولى من الرسالة المطبوعة في سنة ١٩١٣م في مطبعة «أبو الضياء» بإسطنبول.

٣- مقابلته أيضاً بالترجمة العربية التي قام بها المؤلف نفسه، وهي المنشورة ضمن كتاب «الصيقل الإسلامي» المطبوع بمطبعة النور بأنقرة سنة ١٩٥٨م.

٤- مقابلته أيضاً بنسخة الترجمة العربية المحفوظة في المكتبة الوطنية بإزمير تحت رقم ٢٢٦٢/ ٢٨٨/ ٢٠ دون ذكر اسم المطبعة وسنة الطبع.

٥- الاحتفاظ بالعبارات والفقرات العربية الواردة في النص التركي كما هي ووضعها بين قوسين مركنين [ ]. فكل ما بين هذين القوسين هو من عبارات المؤلف نفسه.

Yükleniyor...