أيها الآباء الكسالى!.. أأنتم تمثلون حياتنا كلها دقّها وجلّها، أمْ أنتم رمزها والحد الأوسط لرابطتنا مع أولئك الأجداد الأشاوس؟ هيهات لَكَمْ أصبحتم أنتم أنموذجاً تافهاً وعيّنة لا حقيقة لها وقياساً ذا التباس واختلاط. (40)
فيا أيها البدو الرحل ويا أدعياء الانقلاب. (41)
لقد رأيتم على لوحة الخيال (42) أن الطرفين معاً قد أقاما الحجة عليكم في هذا الاجتماع.
س: نحن لا نستحق هذا القدر من الإهانة والتحقير. نقطع على أنفسنا عهداً على أننا لا نتقاعس عن التمسك بالأَخلاف ولا نتشبث بأذيال الأسلاف [ففتحنا السمع لكلامك فمرحباً به].
ج: يمكنكم الآن أن تعودوا إلى وظيفتكم في طرح الأسئلة لأنكم أظهرتم الندامة.
س: هل بحث علماء السلف عن مساوئ الاستبداد؟ (43)
ج: نعم، وألف مرة نعم. إن أغلب الشعراء في قصائدهم وكثيراً من المؤلفين في ديباجات كتبهم، شكوا من الزمان واعترضوا على الدهر وهجموا على الفَلَك (44) وداسوا الدنيا بالأقدام وسحقوها...
فإذا استمعتم إليهم بأُذن القلب ونظرتم إليهم بعين العقل رأيتم أن سهام الاعتراضات جميعها لا تَستهدِف ولا تصيب إلّا صدر الاستبداد الذي تلففَ وتزمّلَ بستار الماضي المظلم، وسمعتم الصراخات والآهات جميعها أنها تصدر من تحت مخالب الاستبداد، ومع أن الاستبداد لم يكن يُرى، ولم يكن يُعلَم اسمه ومعناه، إلّا أن أرواح الجميع كانت تتسمّم بمعناه، وتتألم به، وتعلم أن هناك أحداً ينفث السم، حتى إن بعض الدهاة كلما كان يتنفس كان يصرخ صراخاً من الأعماق، إلّا أن العقل ما كان ليدرك ماهيته جيداً، إذ كان مُنبثاً في الظلمات غير متجمع على حال. لذا عندما ظنوا البلايا -المحالة إزالتُها- مصائب سماوية، بدأوا بشن
فيا أيها البدو الرحل ويا أدعياء الانقلاب. (41)
لقد رأيتم على لوحة الخيال (42) أن الطرفين معاً قد أقاما الحجة عليكم في هذا الاجتماع.
س: نحن لا نستحق هذا القدر من الإهانة والتحقير. نقطع على أنفسنا عهداً على أننا لا نتقاعس عن التمسك بالأَخلاف ولا نتشبث بأذيال الأسلاف [ففتحنا السمع لكلامك فمرحباً به].
ج: يمكنكم الآن أن تعودوا إلى وظيفتكم في طرح الأسئلة لأنكم أظهرتم الندامة.
س: هل بحث علماء السلف عن مساوئ الاستبداد؟ (43)
ج: نعم، وألف مرة نعم. إن أغلب الشعراء في قصائدهم وكثيراً من المؤلفين في ديباجات كتبهم، شكوا من الزمان واعترضوا على الدهر وهجموا على الفَلَك (44) وداسوا الدنيا بالأقدام وسحقوها...
فإذا استمعتم إليهم بأُذن القلب ونظرتم إليهم بعين العقل رأيتم أن سهام الاعتراضات جميعها لا تَستهدِف ولا تصيب إلّا صدر الاستبداد الذي تلففَ وتزمّلَ بستار الماضي المظلم، وسمعتم الصراخات والآهات جميعها أنها تصدر من تحت مخالب الاستبداد، ومع أن الاستبداد لم يكن يُرى، ولم يكن يُعلَم اسمه ومعناه، إلّا أن أرواح الجميع كانت تتسمّم بمعناه، وتتألم به، وتعلم أن هناك أحداً ينفث السم، حتى إن بعض الدهاة كلما كان يتنفس كان يصرخ صراخاً من الأعماق، إلّا أن العقل ما كان ليدرك ماهيته جيداً، إذ كان مُنبثاً في الظلمات غير متجمع على حال. لذا عندما ظنوا البلايا -المحالة إزالتُها- مصائب سماوية، بدأوا بشن
Yükleniyor...