س: لِمَ يضرّهم سوء ظنّنا؟.
ج: لأن كثيراً منهم -مثلكم- لم يمحّصوا الإسلام وما عرفوا إلّا ظواهره بالتقليد، والتقليدُ يتشتت ويتمزق بإلقاء الشبهات والشكوك فانظروا مثلاً: إذا خاطبتم بعضهم: بأنكم لا دين لكم -وبخاصة من كان منهم سطحياً في الدين ومتوغلاً في الفلسفة المادية- فلربما يتردد ويشك في أمره بوساوس من أن مسلكه خارج عن الإسلام فيشرع بالقيام بأعمال وحركات منافية للإسلام، ناشئة من اليأس والعناد ولسانه يردد: ليكن ما يكون فلا أبالي..
فيا أيها البعيدون عن الإنصاف!.. أ رأيتم كيف تصبحون سبباً لضلالة بعض المنكوبين؟! علماً أن كثيراً ما يصلح الفاسد إذا كرّر عليه القول: «أنت صالح، أنت فاضل»، ويفسد الصالح إذا ما كرر عليه: «أنت فاسد، أنت طالح». وهذا أمر مجرّب وقد حَدَثَ كثيراً.
س: لماذا؟.
ج: لأنه لو كان في ضمير البعض سوء، فلا ينبغي أن يُهاجَم، لأن هناك كثيراً من السيئات كلما بقيت مستورة تحت ستار الحسنة ولم يمزق عنها حجابها وتغوفل عنها، انحصرت في نطاق ضيق وربما يسعى صاحبُها لإصلاحها تحت حجاب الحياء. ولكن ما إن يُمزَّق الحجابُ ويُرفع حتى يُرمى بالحياء فيُزال، وإذا ما أُظهر معه الهجوم، فالسيئة تتوسع
Yükleniyor...