إن الضرورية الأزلية مصداقها في الأوصاف الإلهية: الثبوتية والسلبية (348) وفي كثير السوالب. (349) فإنه إذا سلب في وقت (350) وجود الموضوع، استلزم عند عدمه بالطريق الأولى، وهو يستلزم أزلاً.
والضرورة الناشئة، وهي أن تنشأ من الذات. أعني مادام الحقيقة حقيقة، أي لا تنقلب إلى حقيقة أخرى الذي هو محال، لابد من المحمول. ومصداقها في الموجبات الأوصافُ الإلهية (351) ليس إلّا. فإن بعدم العلم مثلا، ينقلب الواجب ممكناً. وبعدم الناطق للإنسان يصير معدوماً، وهو ليس بمحال.
وأما سلب الأنواع أو لوازمها من أنواع أخر، فتصدق فيها الناشئة. فإن «الإنسان ليس بفرس»، (352) إن لم يصدق انقلبت حقيقة الإنسان إلى الفرس وهو محال.
والضرورية الذّاتية، أي المطلقة. لأن القيدَ الوجودُ على أحد الأنحاء، والوجود (353) نفس الذّات. فإن كان القيد خارجاً؛ فإن كان وصفاً فهو مشروطة ظرفية.. إن كان منشأُ الضرورة (354) الذاتَ ومشروطة شرطية إن كان للوصف دخلٌ، ك«الدهنُ الحارّ ذائب». ومشروطة أجلية إن كان المنشأ الوصف، كالكاتب متحرك الأصابع... وكلّ من هذه الثلاثة قد يكون عنوانها ضرورياً (355) للذات، وقد لا. (356)
Yükleniyor...