ومعاملةَ الأنبياء مع أممهم..

وتلقي الأمم لهم..

وتركَهم منافعهم الشخصية لأجل دعوتهم..

وأموراً أخرى غيرها دفعت البشرية إلى إطلاق النبوة عليهم.

أما الأسس التي هي مدار النبوة فهي تظهر بأكمل وجهٍ وأظهره فيه ﷺ، إذ هو أستاذُ أبناء البشر في سن كمال البشر، ومنبعُ العلوم العالية في مدرسة جزيرة العرب ومعلمُها.

بمعنى أنه بالاستقراء التام ولاسيما في النوع الواحد، ولاسيما بتأييد القياس الأولوي، وبإعانة القياس الخفي المبني على الانتظام المطرد تنتج نبوة محمد ﷺ.

وبتجريد الخصوصيات المسماة بتنقيح المناط، فإن جميع الأنبياء عليهم السلام، يشهدون بلسان معجزاتهم على صدق محمد ﷺ البرهانِ الباهر على وجود الصانع الجليل.

اعتذار:

إني لا أورد كلامي في جمل قصيرة، فتكونُ غامضة مع شيء من الإغلاق، إذ لما كانت هذه الحقائق قد مَدت جذورَها في كل جهة فإن المسألة تطول، لذا لا أريد تجزئة صورة المسألة والإخلالَ بها وإيلام الحقيقة. وإنما أريد إحاطةَ الحقيقة بسُور دائري حولها، كي تنحصر الحقيقة ولا تفلت، فإن لم أستطع مسكَها فليمسكها غيري. وإن أعذرتموني فبها ونعمَت، وإلّا فكلٌ حرّ فيما يراه، ولا سبيل إلى الإكراه.

Yükleniyor...