فإذا ما نظرت إلى هذه العلوم نظرا حرفيا، مع دقة الملاحظة والتفكر العميق، من حيث الصنعة والإتقان. أي أن تقول: «ما أبدعَ خلق هذا! ما أجملَ صنع الصانع الجليل!» بدلا من قولك: «ما أجملَه»... نعم، إذا ما نظرت إلى الكون من هذه الزاوية تجد أن نقوش المصور الجليل ولمعةَ القصد والإتقان في نظامه وحكمته تنور الشبهات وتبددها... وعندها تتبدل العلوم الكونية معارف إلهية.

ولكن لو نظرت إلى الكائنات بالمعنى الاسمي، ومن حيث «الطبيعة» أي أنها تولدت بذاتها، فعندها تتحول دائرة العلوم إلى ميدان جهل.

فيا لضياع الحقائق في الأيادي الوضيعة، وما أكثر الأمثلة الشاهدة على هذه الحقيقة.

∗ ∗ ∗


في مثل هذا الزمان لا يأذن الشرع لنا باختيار الترفّه

كلما نادت اللذائذ ينبغي الإجابة: «كأنني أكلت»

فالذي جعل هذا دستورا له، لم يأكل مسجدا. (26)

لم يكن أكثر المسلمين في السابق جائعين. فكان الترفّه جائز الاختيار إلى حدٍ ما. أما الآن فمعظمهم يبيتون جياعا، فلم يعد لنا إذن شرعي للتلذذ. إذ إن معيشة السواد الأعظم وغالبية المسلمين بسيطة. فينبغي الاقتداء بهم في الطعام الكفاف البسيط. وهذا هو الأفضل بألف مرة من الانسياق وراء أقلية مسرفة أو ثلة من السفهاء في ترفههم في الطعام.

∗ ∗ ∗


سيكون عدم النعمة نعمة

قوة الذاكرة نعمة، ولكن يرجّح عليها النسيان في شخص سفيه وفي زمن البلاء. والنسيان كذلك نعمة، لأنه لا يذيق إلّا آلام يوم واحد وينسي الآلام المتراكمة.

∗ ∗ ∗



Yükleniyor...