فأهلُ الولاية رغم أنهم يوفّقون إلى فناء النفس الأمارة بالسوء ويقتلونها، فإنهم لا يبلغون مرتبة الصحابة الكرام، لأن نفوس الصحابة كانت مزكاة ومطهّرة، فنالوا كثيرا من أنواع العبادة وضروبا مختلفة من ألوان الشكر والحمد بأجهزة النفس العديدة، بينما عبادةُ الأولياء -بعد فناء النفس- تصبح يسيرة وسهلة.
الوجه الثالث: لا يمكن إدراك الصحابة الكرام في فضائل الأعمال وثواب الأفعال وجزاء الآخرة، لأن الجندي المرابط لساعةٍ من الزمن في ظروف صعبة تحيطُه، وفي موقع مهم مخيف، يكسب فضيلةً وثوابا يقابل سنة من العبادة، وإذا أصيب بطلقة واحدة في دقيقة واحدة، فإنه يسمو إلى مرتبةٍ لا يمكن بلوغُها في مراتب الولاية إلّا في أربعين يوما على أقل تقدير. كذلك الأمر في جهاد الصحابة الكرام عند إرساء دعائم الإسلام، ونشر أحكام القرآن، وإعلانهم الحرب على العالم أجمع باسم الإسلام، فهو مرتبة عظيمة وخدمة جليلة لا ترقى سنةٌ كاملة من العمل لدى غيرهم إلى دقيقة واحدة من عملهم، بل يصح أن يقال:
إنّ دقائق عمر الصحابة الكرام جميعها -في تلك الخدمة المقدسة- إنما هي بمثل الدقيقة التي استشهد فيها الجندي، وإنّ ساعات عمرهم كلّها هي بمثل الساعة لذلك الجندي الفدائي المرابط في موقع خطر مرعب. فالعملُ قليل، إلّا أن الأجر عظيـم والثواب جزيل، والأهمية جليلة.
نعم، إنّ الصحابة الكرام إنما يمثّلون اللبنة الأولى في تأسيس صرح الإسلام، وهم الصف الأول في نشر أنوار القرآن، فلهم إذن قسط وافر من جميع حسنات الأمة، حسب قاعدة «السبب كالفاعل». فالأمة الإسلامية في أثناء ترديدها: «اللهمَّ صلِّ على سيدنا محمد وعلى آله وأصحابه وسلّم» إنما تبين ما للآلِ والصحب الكرام من حظٍ وافر في حسنات الأمة جميعها.
ولكي نوضح ما يترتب من نتائج عظيمة على أثرٍ ضئيل في البداية نسوق الأمثلة الآتية: خاصية صغيرة مهمة في جذر النبات تأخذ صورةً عظيمة في أغصانها، فتلك الخاصيةُ في الجذر إذن هي أعظمُ من أعظم غصن.. وارتفاع ضئيل في البداية يكون تدريجيا عظيما في النهاية.. وإنّ الزيادة الطفيفة في نقطة المركز، ولو بمقدار أنملة، تكون أحيانا بمقدار متر كامل في الدائرة المحيطة.
الوجه الثالث: لا يمكن إدراك الصحابة الكرام في فضائل الأعمال وثواب الأفعال وجزاء الآخرة، لأن الجندي المرابط لساعةٍ من الزمن في ظروف صعبة تحيطُه، وفي موقع مهم مخيف، يكسب فضيلةً وثوابا يقابل سنة من العبادة، وإذا أصيب بطلقة واحدة في دقيقة واحدة، فإنه يسمو إلى مرتبةٍ لا يمكن بلوغُها في مراتب الولاية إلّا في أربعين يوما على أقل تقدير. كذلك الأمر في جهاد الصحابة الكرام عند إرساء دعائم الإسلام، ونشر أحكام القرآن، وإعلانهم الحرب على العالم أجمع باسم الإسلام، فهو مرتبة عظيمة وخدمة جليلة لا ترقى سنةٌ كاملة من العمل لدى غيرهم إلى دقيقة واحدة من عملهم، بل يصح أن يقال:
إنّ دقائق عمر الصحابة الكرام جميعها -في تلك الخدمة المقدسة- إنما هي بمثل الدقيقة التي استشهد فيها الجندي، وإنّ ساعات عمرهم كلّها هي بمثل الساعة لذلك الجندي الفدائي المرابط في موقع خطر مرعب. فالعملُ قليل، إلّا أن الأجر عظيـم والثواب جزيل، والأهمية جليلة.
نعم، إنّ الصحابة الكرام إنما يمثّلون اللبنة الأولى في تأسيس صرح الإسلام، وهم الصف الأول في نشر أنوار القرآن، فلهم إذن قسط وافر من جميع حسنات الأمة، حسب قاعدة «السبب كالفاعل». فالأمة الإسلامية في أثناء ترديدها: «اللهمَّ صلِّ على سيدنا محمد وعلى آله وأصحابه وسلّم» إنما تبين ما للآلِ والصحب الكرام من حظٍ وافر في حسنات الأمة جميعها.
ولكي نوضح ما يترتب من نتائج عظيمة على أثرٍ ضئيل في البداية نسوق الأمثلة الآتية: خاصية صغيرة مهمة في جذر النبات تأخذ صورةً عظيمة في أغصانها، فتلك الخاصيةُ في الجذر إذن هي أعظمُ من أعظم غصن.. وارتفاع ضئيل في البداية يكون تدريجيا عظيما في النهاية.. وإنّ الزيادة الطفيفة في نقطة المركز، ولو بمقدار أنملة، تكون أحيانا بمقدار متر كامل في الدائرة المحيطة.
Yükleniyor...