وأجمَلت. حقا إن سلسلة البراهين المبتدئة من ﹛﴿ فَسُبْحَانَ اللّٰهِ ح۪ينَ تُمْسُونَ وَح۪ينَ تُصْبِحُونَ ﴾|﹜ (الروم:١٧) إلى ﹛﴿ وَلَهُ الْمَثَلُ الْاَعْلٰى فِي السَّمٰوَاتِ وَالْاَرْضِۚ وَهُوَ الْعَز۪يزُ الْحَك۪يمُ ﴾|﹜ (الروم:٢٧) والتي تتكرر فيها ست مرات ﹛﴿ وَمِنْ اٰيَاتِه۪ ﴾|﹜.. ﹛﴿ وَمِنْ اٰيَاتِه۪ ﴾|﹜ إنما هي سلسلة جواهرَ، سلسلة نورٍ، سلسلة إعجاز، سلسلة إيجاز إعجازي؛ يتمنى القلبُ أن أبيّن الجواهر الكامنة في هذه الكنوز، ولكن ما حيلتي فالمقام لا يتحملُه، فلا أفتح ذلك الباب، وأعلّق الأمر إلى وقت آخر بمشيئة الله.
ومثلا: ﹛﴿ فَاَرْسِلُونِ ❀ يُوسُفُ اَيُّهَا الصِّدّ۪يقُ ﴾|﹜ (يوسف:٤٥-٤٦) فبـين كـلمة ﹛﴿ فَاَرْسِلُونِ ﴾|﹜ وكلمة ﹛﴿ يُوسُفُ ﴾|﹜ يكمُن معنى العبارة التالية: «إلى يوسف لأستَعبر منه الرؤيا، فأرسَلوه، فذهب إلى السجن، وقال..» بمعنى أنه أوجزَ عدةَ جمَلٍ في جملة واحدة من دون أن يخلّ بوضوح الآية ولا أشكلَ في فهمها.
ومثلا: ﹛﴿ اَلَّذ۪ي جَعَلَ لَكُمْ مِنَ الشَّجَرِ الْاَخْضَرِ نَارًا ﴾|﹜ (يس:٨٠). ففي معرض ردّ القرآن على الإنسان العاصي الذي يتحدى الخالق بقوله: ﹛﴿ مَنْ يُحْيِ الْعِظَامَ وَهِيَ رَم۪يمٌ ﴾|﹜ (يس:٧٨) يقول: ﹛﴿ قُلْ يُحْي۪يهَا الَّذ۪ٓي اَنْشَاَهَٓا اَوَّلَ مَرَّةٍۜ وَهُوَ بِكُلِّ خَلْقٍ عَل۪يمٌ ﴾|﹜ (يس:٧٩) ويقول أيضا: ﹛﴿ اَلَّذ۪ي جَعَلَ لَكُمْ مِنَ الشَّجَرِ الْاَخْضَرِ نَارًا ﴾|﹜ قادر على أن يحيى العظام وهي رميم.
فهذا الكلام يتوجه إلى دعوى الإحياء من عدة جهات ويثبتها. إذ إنه يبدأ من سلسلة الإحسانات التي أحسنَ الله بها إلى الإنسان، فيذكّره بها ويثير شعورَه، إلّا أنه يختصر الكلام، لأنه فصّله في آيات أخرى، ويوجِزه مُحيلا إياه على العقل. أي إن الذي منَحكم من الشجر الثمرَ والنار، ومن الأعشاب الرزقَ والحبوب ، ومن التراب الحبوبَ والنباتات، قد جعل لكم الأرض مهدا، فيها جميعُ أرزاقكم، والعالمَ قصرا فيه جميعُ لوازم حياتكم. فهل يمكن أن يترككم سدىً فتفرّوا منه، وتختفوا عنه في العدم؟ فلا يمكن أن تكونوا سدىً فتدخلوا القبر وتناموا براحة دون سؤال عمّا كسبتم ودون إحيائكم؟.
ثم يشير إلى دليل واحد لتلك الدعوى: فيقول رمزا بكلمة ﹛﴿ الشَّجَرِ الْاَخْضَرِ ﴾|﹜ «أيها المنكر للحشر! أنظر إلى الأشجار، فإنّ مَن يحيى أشجارا لا حدّ لها في الربيع بعد أن ماتت
ومثلا: ﹛﴿ فَاَرْسِلُونِ ❀ يُوسُفُ اَيُّهَا الصِّدّ۪يقُ ﴾|﹜ (يوسف:٤٥-٤٦) فبـين كـلمة ﹛﴿ فَاَرْسِلُونِ ﴾|﹜ وكلمة ﹛﴿ يُوسُفُ ﴾|﹜ يكمُن معنى العبارة التالية: «إلى يوسف لأستَعبر منه الرؤيا، فأرسَلوه، فذهب إلى السجن، وقال..» بمعنى أنه أوجزَ عدةَ جمَلٍ في جملة واحدة من دون أن يخلّ بوضوح الآية ولا أشكلَ في فهمها.
ومثلا: ﹛﴿ اَلَّذ۪ي جَعَلَ لَكُمْ مِنَ الشَّجَرِ الْاَخْضَرِ نَارًا ﴾|﹜ (يس:٨٠). ففي معرض ردّ القرآن على الإنسان العاصي الذي يتحدى الخالق بقوله: ﹛﴿ مَنْ يُحْيِ الْعِظَامَ وَهِيَ رَم۪يمٌ ﴾|﹜ (يس:٧٨) يقول: ﹛﴿ قُلْ يُحْي۪يهَا الَّذ۪ٓي اَنْشَاَهَٓا اَوَّلَ مَرَّةٍۜ وَهُوَ بِكُلِّ خَلْقٍ عَل۪يمٌ ﴾|﹜ (يس:٧٩) ويقول أيضا: ﹛﴿ اَلَّذ۪ي جَعَلَ لَكُمْ مِنَ الشَّجَرِ الْاَخْضَرِ نَارًا ﴾|﹜ قادر على أن يحيى العظام وهي رميم.
فهذا الكلام يتوجه إلى دعوى الإحياء من عدة جهات ويثبتها. إذ إنه يبدأ من سلسلة الإحسانات التي أحسنَ الله بها إلى الإنسان، فيذكّره بها ويثير شعورَه، إلّا أنه يختصر الكلام، لأنه فصّله في آيات أخرى، ويوجِزه مُحيلا إياه على العقل. أي إن الذي منَحكم من الشجر الثمرَ والنار، ومن الأعشاب الرزقَ والحبوب ، ومن التراب الحبوبَ والنباتات، قد جعل لكم الأرض مهدا، فيها جميعُ أرزاقكم، والعالمَ قصرا فيه جميعُ لوازم حياتكم. فهل يمكن أن يترككم سدىً فتفرّوا منه، وتختفوا عنه في العدم؟ فلا يمكن أن تكونوا سدىً فتدخلوا القبر وتناموا براحة دون سؤال عمّا كسبتم ودون إحيائكم؟.
ثم يشير إلى دليل واحد لتلك الدعوى: فيقول رمزا بكلمة ﹛﴿ الشَّجَرِ الْاَخْضَرِ ﴾|﹜ «أيها المنكر للحشر! أنظر إلى الأشجار، فإنّ مَن يحيى أشجارا لا حدّ لها في الربيع بعد أن ماتت
Yükleniyor...