يكُ جميلا فمذهبي أجمل. بينما لا يحق له القول في مذهبه: إن هذا هو «الحق» وما عداه باطل. وما عندي هو «الحسن» فحسب وغيره قبيح وخطأ!

إنّ ضيق الذهن وانحصاره على شيء، ينشأ من حب النفس ثم يكون داءً. ومنه ينجم النـزاع.

فالأدوية تتعدد حسب تعدد الأدواء، ويكون تعددها حقا.. وهكذا الحق يتعدد. والحاجات والأغذية تتنوع، وتنوعها حق.. وهكذا الحق يتنوع.

والاستعدادات ووسائل التربية تتشعب، وتشعبها حق.. وهكذا الحق يتشعب.

فالمادة الواحدة قد تكون داءً ودواءً حسب مزاجين اثنين..

إذ تعطى نسبية مركبة وفق أمزجة المكلفين، وهكذا تتحقق وتتركب.

إن صاحب كل مذهب يحكم حكما مطلقا مهملا من دون أن يعين حدود مذهبه، إذ يدعه لاختلاف الأمزجة، ولكن التعصب المذهبي هو الذي يولد التعميم. ولدى الالتزام بالتعميم ينشأ النـزاع.

كانت هناك هوّات سحيقة بين طبقات البشر، قبل الإسلام. مع بُعدٍ شاسع عجيب بينهما. فاستوجب تعدد الأنبياء وظهورهم في وقت واحد، كما استوجب تنوع الشرائع وتعدد المذاهب.

ولكن الإسلام أوجد انقلابا في البشرية فتقارب الناس واتحد الشرع وأصبح الرسول واحدا.

وما لم تتساو المستويات فان المذاهب تتعدد. ومتى ما تساوت وأوفت التربية الواحدة بحاجات الناس كافة تتحد المذاهب.


Yükleniyor...