الذين يعزلون الدين عن الحياة يردون المهالك

إنّ خطأ «تركيا الفتاة» (23) نابع من عدم معرفتهم أن الدين أساس الحياة؛ فظنوا أن الأمة شيء والإسلام شيء آخر؛ وهما متمايزان! ذلك لأن المدنية الحاضرة، أوحت بذلك واستولت على الأفكار بقولها: إن السعادة هي في الحياة نفسها. إلاّ أن الزمان أظهر الآن أن نظام المدنية فاسد ومضرّ. (24) والتجارب القاطعة أظهرت لنا: أن الدين حياة للحياة ونورها وأساسها.

إحياء الدين إحياء لهذه الأمة. والإسلام هو الذي أدرك هذا. إن رقي أمتنا هو بنسبة تمسكها بالدين، وتدنيها هو بمقدار إهمالها له، بخلاف الدين الآخر. هذه حقيقة تاريخية، قد تنوسيت.

∗ ∗ ∗


الموت ليس مرعبا كما يُتوهم

الموت تبديل مكان، وتحويل موضع، وخروج من سجن إلى بستان. فليطلب الشهادةَ من يريد الحياة. والقرآن الكريم ينص على حياة الشهيد.

الشهيد الذي لم يذق ألم السكرات يَعدّ نفسه حيا. وهو يرى نفسه هكذا، إلّا أنه يجد حياته الجديدة نـزيهة طاهرة أكثر من قبل، فيعتقد أنه لم يمت. والنسبة بين الأموات والشهداء شبيهة بالمثال الآتي:

رجلان يتجولان في الرؤيا في بستان زاهر جامع لأنواع اللذائذ؛ أحدهما يعرف أن الذي يراه هو رؤيا، لذا لا يستمتع كثيرا، وربما يتحسر. والآخر يظن أن ما يراه في الرؤيا حقيقة في عالم اليقظة فيستمتع ويتلذذ حقيقة.

الرؤيا ظلُ عالم المثال، وعالم المثال ظلُ عالم البرزخ، ومن هنا تتشابه دساتير هذه العوالم.

∗ ∗ ∗



Yükleniyor...