يغيّرها طوال حياته في انتظام دقيق كما أن مجموعها أيضا ضمن نظام متقن محكم. ونرى أيضا أن الحفيظ ذا الجلال يحفظ صور كل شيء حالما يختم عمره مع انتهاء وظيفته ويرحل من عالم الشهادة، يحفظها سبحانه في الأذهان التي هي أشبه ما تكون بالألواح المحفوظة (22) وفي ما تشبه بمرايا مثالية، فيكتب معظم تاريخ حياته في بذوره وينقشه نقشا في ثماره، فيديم حياته ويحفظها في مرايا ظاهرة وباطنة.. فذاكرةُ البشر، وثمرُ الشجر، ونواة الثمر، وبذر الزهر.. كل ذلك يبين عظمة إحاطة الحفيظية.
ألا ترى كيف يُحافَظ على كل شيء مُزهر ومُثمر في الربيع الشاسع العظيم، وكيف يُحافَظ على جميع صحائف أعماله الخاصة به، وعلى جميع قوانين تركيبه ونماذج صوَره، كتابةً في عدد محدود من البُذيرات. حتى إذا ما أقبل الربيعُ تُنشَر تلك الصحائف وفق حساب دقيق يناسبها فيُخرج إلى الوجود ربيعا هائلا في غاية الانتظام والحكمة؟ ألا يبين هذا مدى نفوذ الحفظ والرقابة، ومدى قوة إحاطتهما الشاملة؟ فلئن كان الحفظ إلى هذا الحد من الإتقان والإحاطة فيما لا أهمية له وفي أشياء مؤقتة عادية، فهل يُعقل عدم الاحتفاظ بأعمال البشر، التي لها ثمار مهمة في عالم الغيب وعالم الآخرة وعالم الأرواح، ولدى الربوبية المطلقة؟! فهل يمكن إهمالها وعدم تدوينها؟ حاش لله..
نعم، يُفهم من تجلي هذه الحفيظية، وعلى هذه الصورة الواضحة، أن لمالك هذه الموجودات عناية بالغة لتسجيل كل شيء وحفظه، وضبطِ كل ما يجري في ملكه، وله منتهى الرعاية في حاكميته، ومنتهى العناية في سلطنة ربوبيته، بحيث إنه يكتب ويستكتب أدنى حادثة وأهون عمل محتفظا بصور كل ما يجري في ملكه في محافظَ كثيرة. فهذه المحافظة الواسعة الدقيقة تدل على أنه سيُفتَح بلا شك سجل لمحاسبة الأعمال، ولاسيما لهذا المخلوق المكرّم والمعزّز والمفطور على مزايا عظيمة، ألا وهو الإنسان. فلابد أن تدخل أعمالُه التي هي عظيمة، وأفعالُه التي هي مهمة ضمن ميزان حساس ومحاسبة دقيقة، ولابد أن تُنشر صحائف أعماله.
فيا ترى هل يقبل عقل بأن يُترك هذا الإنسان الذي أصبح مكرّما بالخلافة والأمانة، والذي ارتقى إلى مرتبة القائد والشاهد على المخلوقات، بتدخله في شؤون عبادة أغلب المخلوقات وتسبيحاته بإعلانه الوحدانية في ميادين المخلوقات الكثيرة وشهوده شؤون
ألا ترى كيف يُحافَظ على كل شيء مُزهر ومُثمر في الربيع الشاسع العظيم، وكيف يُحافَظ على جميع صحائف أعماله الخاصة به، وعلى جميع قوانين تركيبه ونماذج صوَره، كتابةً في عدد محدود من البُذيرات. حتى إذا ما أقبل الربيعُ تُنشَر تلك الصحائف وفق حساب دقيق يناسبها فيُخرج إلى الوجود ربيعا هائلا في غاية الانتظام والحكمة؟ ألا يبين هذا مدى نفوذ الحفظ والرقابة، ومدى قوة إحاطتهما الشاملة؟ فلئن كان الحفظ إلى هذا الحد من الإتقان والإحاطة فيما لا أهمية له وفي أشياء مؤقتة عادية، فهل يُعقل عدم الاحتفاظ بأعمال البشر، التي لها ثمار مهمة في عالم الغيب وعالم الآخرة وعالم الأرواح، ولدى الربوبية المطلقة؟! فهل يمكن إهمالها وعدم تدوينها؟ حاش لله..
نعم، يُفهم من تجلي هذه الحفيظية، وعلى هذه الصورة الواضحة، أن لمالك هذه الموجودات عناية بالغة لتسجيل كل شيء وحفظه، وضبطِ كل ما يجري في ملكه، وله منتهى الرعاية في حاكميته، ومنتهى العناية في سلطنة ربوبيته، بحيث إنه يكتب ويستكتب أدنى حادثة وأهون عمل محتفظا بصور كل ما يجري في ملكه في محافظَ كثيرة. فهذه المحافظة الواسعة الدقيقة تدل على أنه سيُفتَح بلا شك سجل لمحاسبة الأعمال، ولاسيما لهذا المخلوق المكرّم والمعزّز والمفطور على مزايا عظيمة، ألا وهو الإنسان. فلابد أن تدخل أعمالُه التي هي عظيمة، وأفعالُه التي هي مهمة ضمن ميزان حساس ومحاسبة دقيقة، ولابد أن تُنشر صحائف أعماله.
فيا ترى هل يقبل عقل بأن يُترك هذا الإنسان الذي أصبح مكرّما بالخلافة والأمانة، والذي ارتقى إلى مرتبة القائد والشاهد على المخلوقات، بتدخله في شؤون عبادة أغلب المخلوقات وتسبيحاته بإعلانه الوحدانية في ميادين المخلوقات الكثيرة وشهوده شؤون
Yükleniyor...