فتلمس النظام البديع سائدا في كل شيء ابتداءً من جناح ذبابة وانتهاءً بقناديل السماء، حتى يجعل هذا النظامُ المتقنُ العقلَ مشدوها أمامه ويردّد من إعجابه: «سبحان الله.. ما شاء الله كان.. تبارك الله..» ويهوي ساجدا لعظمة مُبدعه. فلو كان هناك موضع ولو بمقدار ذرةٍ لشريكٍ مهما كان، أو مداخلة في شؤون الكون مهما كان نوعها، لَفَسد نظامُ السماوات والأرض ولبدت آثارُ الفساد عيانا، ولَمَا كانت هذه الصورة البديعة الماثلة أمامنا.. وصدق الله العظيم الذي يقول: ﹛﴿ لَوْ كَانَ ف۪يهِمَٓا اٰلِهَةٌ اِلَّا اللّٰهُ لَفَسَدَتَا ﴾|﹜ (الأنبياء:٢٢) علما أن الآية الكريمة الآتية: ﹛﴿ فَارْجِعِ الْبَصَرَۙ هَلْ تَرٰى مِنْ فُطُورٍ ❀ ثُمَّ ارْجِعِ الْبَصَرَ كَرَّتَيْنِ يَنْقَلِبْ اِلَيْكَ الْبَصَرُ خَاسِئًا وَهُوَ حَس۪يرٌ ﴾|﹜ (الملك:٣-٤).
إنه مهما كان الإنسان جادا في تحرّيه القصور، فسيرجع خائبا، مما يدلنا أن النظام والانتظام هما في غاية الكمال. أي إن انتظام الكائنات شاهد قاطع على الوحدانية.
أما بصدد «الحدوث» فقد قال علماء الكلام: إنّ العالَم متغير، وكلُّ متغير حادث، وكل مُحْدَثٍ لابد له من مُحْدِث، أي موجِد، لذا فالكونُ لابد له من «موجِدٍ قديم»..
ونحن نقول: نعم، إنّ الكون حادث، حيث نُشاهد في كل عصر وفي كل سنة بل في كل موسم عالَما يرحل ويحطُّ آخرُ مكانَه، تمضي كائنات، وتأتي أخرى. فالقدير ذو الجلال هو الذي يوجِد هذا العالم من العدم في كل سنة، بل في كل موسم، بل في كل يوم، ويعرضه أمام أرباب الشعور ثم يأخذه إلى الغيب، ويأتي مكانه بآخر، وهكذا ينشر الواحدَ تلو الآخر في تعاقب مستمر، معلقا تلك العوالم بشكل متسلسل على شريط الزمان.
فترى الربيعَ معجزةً باهرة من معجزات القدير الجليل، يُوجِدُ فيه الأشياء من «العدم» ويجدد تلك العوالم الشاسعة من غير شيء مذكور. فالذي يبدل تلك العوالم، ويجددها ضمن العالم الأكبر، ليس إلّا ربُّ العالمين الذي بسط سطح الأرض مائدةً عامرةً لضيوفه الكرام.
أما موضوع «الإمكان» فقد قال المتكلمون: إنّ «الإمكان» متساوي الطرفين، أي إذا تساوى العدمُ والوجودُ بالنسبة إلى شيء ما، فلابُدَّ من مخصّص ومرجّح وموجد. لأن الممكن لا يمكنه بداهةً أن يُوجدَ ممكنا آخرَ مثله. أي لا يمكن أن يُوجَدَ الممكنُ الآخر، لأن وجودَه يكونُ سلسلةً دائرةً مغلوقةً من «الممكنات». فلابدَّ إذن من «واجب الوجود» يوجِدُ الأشياء كلها..
إنه مهما كان الإنسان جادا في تحرّيه القصور، فسيرجع خائبا، مما يدلنا أن النظام والانتظام هما في غاية الكمال. أي إن انتظام الكائنات شاهد قاطع على الوحدانية.
أما بصدد «الحدوث» فقد قال علماء الكلام: إنّ العالَم متغير، وكلُّ متغير حادث، وكل مُحْدَثٍ لابد له من مُحْدِث، أي موجِد، لذا فالكونُ لابد له من «موجِدٍ قديم»..
ونحن نقول: نعم، إنّ الكون حادث، حيث نُشاهد في كل عصر وفي كل سنة بل في كل موسم عالَما يرحل ويحطُّ آخرُ مكانَه، تمضي كائنات، وتأتي أخرى. فالقدير ذو الجلال هو الذي يوجِد هذا العالم من العدم في كل سنة، بل في كل موسم، بل في كل يوم، ويعرضه أمام أرباب الشعور ثم يأخذه إلى الغيب، ويأتي مكانه بآخر، وهكذا ينشر الواحدَ تلو الآخر في تعاقب مستمر، معلقا تلك العوالم بشكل متسلسل على شريط الزمان.
فترى الربيعَ معجزةً باهرة من معجزات القدير الجليل، يُوجِدُ فيه الأشياء من «العدم» ويجدد تلك العوالم الشاسعة من غير شيء مذكور. فالذي يبدل تلك العوالم، ويجددها ضمن العالم الأكبر، ليس إلّا ربُّ العالمين الذي بسط سطح الأرض مائدةً عامرةً لضيوفه الكرام.
أما موضوع «الإمكان» فقد قال المتكلمون: إنّ «الإمكان» متساوي الطرفين، أي إذا تساوى العدمُ والوجودُ بالنسبة إلى شيء ما، فلابُدَّ من مخصّص ومرجّح وموجد. لأن الممكن لا يمكنه بداهةً أن يُوجدَ ممكنا آخرَ مثله. أي لا يمكن أن يُوجَدَ الممكنُ الآخر، لأن وجودَه يكونُ سلسلةً دائرةً مغلوقةً من «الممكنات». فلابدَّ إذن من «واجب الوجود» يوجِدُ الأشياء كلها..
Yükleniyor...