ثم إن نتيجة المحبة المتوجهة نحو الشباب في الدنيا، أي صرف قوة الشباب ونضارتِه في العبادة والتقوى، هي شباب دائم خالد في دار البقاء والنعيم المقيم.
الإشارة الثالثة:
أما النتيجة الأخروية لمحبة الزوجة المؤسسَة على حُسن سيرتها وجميلِ خصلتها ولطيف شفقتها، والتي تصونها عن النشوز وتُجنّبها الخطايا والذنوب، فهي جعلُ تلك الزوجة الصالحة محبوبةً ومُحبةً وصديقة صدوقة وأنيسة مؤنسة، في الجنة، جمالُها أبهى من الحور العين، زينتُها أزهى من زينتهن، حُسنها يفوق حُسنهن.. تتجاذب مع زوجها أطراف الحديث، يستذكران أحداث أيام خلَت.. هكذا وعد الرحيم الكريم. فما دام قد وعد فسيفي بوعده حتما.
الإشارة الرابعة:
أما نتيجة محبة الوالدين والأولاد فهي أن الرحمن الرحيم جل وعلا يُحسن إلى تلك العائلة السعيدة المحظوظة، رغم تفاوت مراتبهم في الجنة بلقاء بعضهم البعض والمعاشرة والمجالسة والمحادثة فيما بينهم بما يليق بالجنة ودار البقاء، كما هو ثابت بنص القرآن الكريم. ويُنعم على أولئك الآباء بملاطفة أولادهم الذين توفّوا في دار الدنيا قبل سن البلوغ، ويجعلُهم لهم ولدانا مخلّدين، في ألطف وضعٍ وأحبّه إلى نفوسهم، وبهذا تُطمئَن رغبةُ مداعبة الأطفال المغروزة في فطرة الإنسان، فيستمتعون بمتعة خالدة وذوق دائم في الجنة، حيث خُلّد لهم أطفالُهم الصغار -الذين لم يبلغوا سن التكليف- ولقد كان يُظَن أن ليس في الجنة مداعبةُ الأطفال، لأنها ليست محلا للتوالد. ولكن الجنة لأنها تحوى أفضل لذائذ الدنيا وأجودَها، فملاطفة الأولاد ومداعبة
Yükleniyor...