سعادةً ونعيما بلقاء بعضهم بعضا وبرؤية الجمال السرمدي هناك.. فكم يكون اسما «الرحمن» و«الرحيم» جديرَين إذن بالمحبة؟ وكم تكون روح الإنسان توّاقة إليهما؟ قس بنفسك ذلك لتدرك مدى صواب قولنا: الحمد لله على رحمانيته ورحيميته.

ثم إنك تتعلق بالموجودات المبثوثة على الأرض وتتألم بشقائها، حتى لكأن الأرض برمّتها مسكنُك الجميل وبيتك المأنوس؛ فإذا ما أنعمتَ النظر تجد في روحك شوقا عارما وحاجةً شديدة إلى اسم «الحكيم» وعنوان «المربي» للذي ينظم هذه المخلوقات كافة بحكمة تامة وتنظيم دقيق وتدبير فائق وتربية رحيمة.

ثم إذا أنعمتَ النظر في البشرية جمعاء تجدك تتعلق بهم وتتألم لحالهم البائسة وتتألم أشد الألم بزوالهم وموتهم، وإذا بروحك تشتاق إلى اسم «الوارث الباعث» وتحتاج إلى عنوان «الباقي، الكريم، المحيي، المحسن» للخالق الكريم الذي ينقذهم من ظلمات العدم ويسكنهم في مسكن أجمل من الدنيا وأفضل منها.

وهكذا فلأن ماهية الإنسان عالية وفطرتَه جامعة فهو محتاج بألف حاجة وحاجة إلى ألف اسم واسم من الأسماء الحسنى وإلى كثير جدا من مراتب كل اسم. فالحاجة المضاعَفة هي الشوقُ، والشوق المضاعَف هو المحبة، والمحبة المضاعفة كذلك هي العشق. فحسبَ تكمّل روحِ الإنسان تنكشف مراتبُ المحبة وفق مراتب الأسماء. ومحبةُ جميع الأسماء أيضا تتحول إلى محبة ذاته الجليلة سبحانه، إذ إن تلك الأسماء عناوينُ وتجليات ذاته جلّ وعلا.

والآن سنبين من بين ألف اسم واسم من الأسماء الحسنى مرتبةً واحدة فقط وعلى سبيل المثال من بين ألف مرتبة ومرتبة لاسم «العدل والحكم والحق والرحيم» على النحو الآتي: إن شئت أن تشاهد ما في نطاق الحكمة والعدل من اسم «الرحمن الرحيم، الحق» ضمن دائرة واسعة عظمى فتأمل في هذا المثال:

جيش يضم أربعمائة طائفة متنوعة من الجنود، كل منها تختلف عن الأخرى فيما يعجبها من ملابس، وتتباين فيما تشتهيه من أطعمة وتتغاير فيما تستعمله بيُسر من أسلحة، وتتنوع فيما تتناوله من علاجات تناسبها.. فعلى الرغم من هذا التباين والاختلاف في كل شيء، فإن تلك الطوائف الأربعمائة لا تتميز إلى فرق وأفواج، بل يتشابك بعضُها في بعض من دون تمييز.. فإذا

Yükleniyor...