وهدر الدعاء، بل يجب التسليم بالحمد عند القضاء. كأن يقول: إن هذا المخلوق محبوب لدى الخالق الكريم، ومملوك له، وقد أمِنَنِي عليه لفترة من الزمن، فالآن اقتضت حكمتُه سبحانه أن يأخذه مني إلى مكان آمَن وأفضل. فإن تكُ لي حصة واحدة ظاهرية فيه، فله سبحانه ألفُ حصة حقيقية فيه. فلا مناص إذن من التسليم لحكم الله.

أما محبة الأصدقاء وودّهم، فإن كانوا من أصحاب الإيمان والتقوى فإن محبتهم هي في سبيل الله وتعود إليه سبحانه بمقتضى «الحب في الله».

ثم إن محبة الزوجة وهي رفيقةُ حياتك، فعليك بمحبتها على أنها هدية أنيسة لطيفة من هدايا الرحمة الإلهية. وإياك أن تربط محبتَك لها برباط الجمال الظاهري السريع الزوال، بل أوثقها بالجمال الذي لا يزول ويزداد تألقا يوما بعد يوم، وهو جمالُ الأخلاق والسيرة الطيبة المنغرزة في أنوثتها ورقّتها. وإن أحلى ما فيها من جمال وأسماه هو في شفقتها الخالصة النورانية. فجمال الشفقة هذا، وحُسن السيرة يدومان ويزدادان إلى نهاية العمر. وبمحبتهما تُصان حقوقُ هذه المخلوقة اللطيفة الضعيفة، وإلّا تفقدْ حقوقَها في وقت هي أحوج ما تكونُ إليها، بزوال الجمال الظاهري.

أما محبة الأنبياء عليهم السلام والأولياء الصالحين فهي أيضا لوجه الله وفي سبيله من حيث إنهم عباد الله المخلصون المقبولون لديه جل وعلا. فمن هذه الزاوية تصبح تلك المحبة لله.

والحياة أيضا التي وهبها الله سبحانه وتعالى لك وللإنسان، هي رأس مال عظيم تستطيع أن تكسب به الحياة الأخروية الباقية. وهي كنـز عظيم يحوي أجهزةً وكمالاتٍ خالدة.. من هنا فالمحافظة عليها ومحبتها من هذه الزاوية، وتسخيرها في سبيل المولى عز وجل تعود إلى الله سبحانه أيضا.

ثم إن محبة الشباب وجماله ولطافته، وتقديره من حيث إنه نعمة ربانية جميلة، ثم العمل على حسن استخدامه، هي محبة مشروعة، بل مشكورة.

ثم محبة الربيع والشوق إليه تكون في سبيل الله ومتوجهةً إلى أسمائه الحسنى، من حيث

Yükleniyor...