ونحن نقول: ما دام الصانع الجليل قد أراد إظهار آياته الكبرى له ﷺ في مُلكه وملكوته، وأراد إطْلاعه على منابع ومصانع هذا العالم، وأراد إراءته النتائج الأخروية لأعمال البشر.. فلا شك في أن يصحب معه إلى العرش، بصَرَه الذي هو في حُكم مفتاح لعالم الـمُبصرات، وسمعَه الذي يطّلع به على آيات عالم المسموعات. كما أنّ من مقتضى العقل والحكمة أن يصحب معه إلى العرش جسمَه المبارك أيضا الذي هو في حكم ماكنة آلاتٍ وأجهزةٍ تدور عليها وظائفُ روحه التي لا تحد. إذ كما تجعل الحكمةُ الإلهية الجسمَ رفيقا للروح في الجنة، حيث الجسد مناطُ كثيرٍ من وظائف العبودية وما لا يحد من اللذائذ والآلام، فلابد أن ذلك الجسد المبارك سيرافق الروحَ. وحيث إن الجسم يدخل الجنة مع الروح، فإنه من محض الحكمة أيضا جعل جسدِه المبارك رفيقا للذات المحمدي ﷺ الذي عُرج به إلى سدرة المنتهى التي هي جسدُ جنةِ المأوى.
ويرد على البال أيضا أنك تقول: إنه محال عقلا قطعُ مسافة ألوف السنين، في بضع دقائق؟
ونحن نقول: إن الحركات فيما صنعه الصانع الجليل في غاية الاختلاف والتباين؛ فمثلا: إن مدى اختلاف سرعة الصوت والضوء والكهرباء والروح والخيال معلوم لدينا. فسرعةُ الكواكب السيارة أيضا -كما هو معلوم علميا- فيها من الاختلاف ما يحير العقول. فكيف تبدو حركةُ جسمِه اللطيف ﷺ الذي اكتسب بالعروج سرعةً، فتبع روحَه السامية، تلك الحركة السريعة سرعةَ الروح مخالفة للعقل؟
فأنت بنفسك إذا نمتَ عشر دقائق، تتعرض إلى حالات قد لا تتعرض لها في اليقظة في سنة. حتى إن ما يراه الإنسانُ في الرؤيا في دقيقة واحدة وما يسمع فيها من كلام وما ينطق به من أقوال إذا ما جُمِعَ وضُم بعضُه إلى بعض فإنه يلزمه مدة يوم أو أكثر في عالم اليقظة. فالزمان الواحد إذن بالنسبة لشخصين، يمكن أن يكون في حكم يومٍ واحد لأحدهما وسنةٍ واحدة للآخر.
فانظر إلى هذا المعنى بمنظار هذا المثال: لنفترض وجودَ ساعةٍ لقياس سرعة حركات الإنسان والطلقة والصوت والضوء والكهرباء والروح والخيال. وفي هذه الساعة عقارب،
ويرد على البال أيضا أنك تقول: إنه محال عقلا قطعُ مسافة ألوف السنين، في بضع دقائق؟
ونحن نقول: إن الحركات فيما صنعه الصانع الجليل في غاية الاختلاف والتباين؛ فمثلا: إن مدى اختلاف سرعة الصوت والضوء والكهرباء والروح والخيال معلوم لدينا. فسرعةُ الكواكب السيارة أيضا -كما هو معلوم علميا- فيها من الاختلاف ما يحير العقول. فكيف تبدو حركةُ جسمِه اللطيف ﷺ الذي اكتسب بالعروج سرعةً، فتبع روحَه السامية، تلك الحركة السريعة سرعةَ الروح مخالفة للعقل؟
فأنت بنفسك إذا نمتَ عشر دقائق، تتعرض إلى حالات قد لا تتعرض لها في اليقظة في سنة. حتى إن ما يراه الإنسانُ في الرؤيا في دقيقة واحدة وما يسمع فيها من كلام وما ينطق به من أقوال إذا ما جُمِعَ وضُم بعضُه إلى بعض فإنه يلزمه مدة يوم أو أكثر في عالم اليقظة. فالزمان الواحد إذن بالنسبة لشخصين، يمكن أن يكون في حكم يومٍ واحد لأحدهما وسنةٍ واحدة للآخر.
فانظر إلى هذا المعنى بمنظار هذا المثال: لنفترض وجودَ ساعةٍ لقياس سرعة حركات الإنسان والطلقة والصوت والضوء والكهرباء والروح والخيال. وفي هذه الساعة عقارب،
Yükleniyor...