العظيم؟. فأين إيمانُـكم الذي يهوي في شِراك الشبهات بمجرد كلام يُطلقه فيلسوف مادي أوربي، من إيمانهم الذي كان كالطود الشامخ لا يتزعزع أمام الأعاصير التي يثيرها جميعُ أهل الكفر والإلحاد واليهود والنصارى والحكماء؟
فيا أيها المدّعي! أين إيمانُك الواهي الذي قد لا يقوى لأداء الفرائض على وجهها من صلابةِ وقوة إيمانهم وعظيمِ تقواهم وصلاحهم الذي بلغ مرتبةَ الإحسان؟
أما ما ورد في الحديث الشريف بما معناه: أنّ الذين لم يروني وآمنوا بي هم أفضل منكم .. (6) فهو يخصّ الفضائل الخاصة، وهو بحق بعض الأشخاص. بينما بحثُنا هذا هو في الفضائل الكلية وما يعود إلى الأكثرية المطلقة.
السؤال الثاني: يقولون: إنّ الأولياء الصالحين وأصحابَ الكمال قد تركوا الدنيا وعافوا ما فيها، بمضمون ما ورد في حديث شريف: «حبُّ الدنيا رأسُ كل خطيئة» ، (7) بينما الصحابة الكرام قد أخذوا بأمور الدنيا وأقبَلوا عليها ولم يدَعوها، بل قد سبق قسم منهم أهل الحضارة في أخذهم بمتطلبات الدنيا. فكيف تقول: إن أصغرَ صحابيّ من أمثال هؤلاء هو كأعظم وليّ من أولياء الله الصالحين؟
الجواب: لقد أثبتنا إثباتا قاطعا في «الموقف الثاني والثالث من الكلمة الثانية والثلاثين»:
أن للدنيا ثلاثة وجوه: فإبداءُ المحبة إلى وجهَي الدنيا المتطلعَين إلى الأسماء الحسنى والآخرة، ليس نقصا في العبودية، بل هو مناطُ كمال الإنسان وسموّ إيمانه، إذ كلما جهد الإنسانُ في محبته لذَينك الوجهَين كسبَ مزيدا من العبادة ومزيدا من معرفة الله سبحانه. ومن هنا كانت دنيا الصحابة الكرام متوجهةً إلى ذَينك الوجهين، فعدّوها مزرعةَ الآخرة وزرعوا الحسنات وجَنوا الثمرات اليانعة من الثواب الجزيل والأجر العظيم، واعتبروا الدنيا وما فيها كأنها مرايا تعكس أنوار تجليات الأسماء الحسنى، فتأملوا فيها وفكروا في جنباتها بلهفة وشوق، فتقربوا إلى الله أكثر. وفي الوقت نفسه تركوا الوجهَ الثالث من الدنيا وهو وجهها الفاني المتطلّع إلى شهوات الإنسان وهواه.
فيا أيها المدّعي! أين إيمانُك الواهي الذي قد لا يقوى لأداء الفرائض على وجهها من صلابةِ وقوة إيمانهم وعظيمِ تقواهم وصلاحهم الذي بلغ مرتبةَ الإحسان؟
أما ما ورد في الحديث الشريف بما معناه: أنّ الذين لم يروني وآمنوا بي هم أفضل منكم .. (6) فهو يخصّ الفضائل الخاصة، وهو بحق بعض الأشخاص. بينما بحثُنا هذا هو في الفضائل الكلية وما يعود إلى الأكثرية المطلقة.
السؤال الثاني: يقولون: إنّ الأولياء الصالحين وأصحابَ الكمال قد تركوا الدنيا وعافوا ما فيها، بمضمون ما ورد في حديث شريف: «حبُّ الدنيا رأسُ كل خطيئة» ، (7) بينما الصحابة الكرام قد أخذوا بأمور الدنيا وأقبَلوا عليها ولم يدَعوها، بل قد سبق قسم منهم أهل الحضارة في أخذهم بمتطلبات الدنيا. فكيف تقول: إن أصغرَ صحابيّ من أمثال هؤلاء هو كأعظم وليّ من أولياء الله الصالحين؟
الجواب: لقد أثبتنا إثباتا قاطعا في «الموقف الثاني والثالث من الكلمة الثانية والثلاثين»:
أن للدنيا ثلاثة وجوه: فإبداءُ المحبة إلى وجهَي الدنيا المتطلعَين إلى الأسماء الحسنى والآخرة، ليس نقصا في العبودية، بل هو مناطُ كمال الإنسان وسموّ إيمانه، إذ كلما جهد الإنسانُ في محبته لذَينك الوجهَين كسبَ مزيدا من العبادة ومزيدا من معرفة الله سبحانه. ومن هنا كانت دنيا الصحابة الكرام متوجهةً إلى ذَينك الوجهين، فعدّوها مزرعةَ الآخرة وزرعوا الحسنات وجَنوا الثمرات اليانعة من الثواب الجزيل والأجر العظيم، واعتبروا الدنيا وما فيها كأنها مرايا تعكس أنوار تجليات الأسماء الحسنى، فتأملوا فيها وفكروا في جنباتها بلهفة وشوق، فتقربوا إلى الله أكثر. وفي الوقت نفسه تركوا الوجهَ الثالث من الدنيا وهو وجهها الفاني المتطلّع إلى شهوات الإنسان وهواه.
Yükleniyor...