ولكن بفيض القرآن الكريم، وبرحمة الخالق الرحيم قد مُنّ علينا السيرُ في هذا الطريق الرفيع العميق، في هذا العصر الذي تحطّم فيه التقليدُ وفسد الإذعانُ والتسليم. فما علينا إلّا تقديم آلاف الشكر إلى البارئ عز وجل على إحسانه العميم وفضله العظيم، إذ إن هذا القدر يكفي لإنقاذ إيماننا وسلامته. فلابد أن نرضى بمقدار فهمنا ونزيدَه بتكرار المطالعة.
هذا وإن أحد أسرار عدم الوصول إلى مسألة الحشر عقلا هو أن الحشر الأعظم من تجلي «الاسم الأعظم»، لذا فإن رؤيةَ وإراءةَ الأفعال العظيمة الصادرة من تجلي الاسم الأعظم، ومن تجلي المرتبة العظمى لكل اسم من الأسماء الحسنى هي التي تجعل إثبات الحشر الأعظم سهلا هينا وقاطعا كإثبات الربيع وثبوته، والذي يؤدي إلى الإذعان القطعي والإيمان الحقيقي.
وعلى هذه الصورة توضّح الحشرُ ووُضِّح في هذه «الكلمة العاشرة» بفيض القرآن الكريم. وإلّا لو اعتمد العقلُ على مقاييسه الكليلة لظلّ عاجزا مضطرا إلى التقليد.
Yükleniyor...