ثم إنّ توفيقَ حركتِها وجعلها منسجمةً مع الأنظمة العامة الكلية في الكون، وكأنها على علمٍ بها، ودخولَها إلى كل مكان دون مانع يمنعها، يدل على أنها تعمل ما تعمل بقدرةِ واحدٍ عليم مطلق العلم وبحكمته الواسعة.
نعم، إن الجندي له علاقة وانتساب مع كلٍّ من فصيله، وسريته، وفَوجه، ولوائه، وفرقته، كما أن له في كلٍّ منها وظيفةً معينةً على قدر تلك العلاقة، وأن تنسيق الحركة والانسجام مع كل هذه العلاقات والارتباطات بمعرفتِها ومعرفةِ وظائفِها في كل دائرة، مع القيام بواجبات عسكرية من تدريب وأخذٍ للتعليمات حسب أنظمتها.. كلُّ ذلك إنما يكون بالانقياد إلى أوامر القائد الأعظم الذي يقود تلك الدوائر كلَّها واتباع قوانينه.
فكما أن الأمر هكذا في الجندي الفرد، كذلك كلُّ ذرة من الذرات الداخلة في المركبات المتداخل بعضُها في بعض، لها أوضاع ملائمة في كلٍّ منها، ومواقعُ متناسبة تنبني عليها مصالحُ متنوعة، ووظائفُ منتظمة شتى، ونتائجُ متباينة ذات حكمة، فلابد أن توطين تلك الذرة بين تلك المركبات، توطينا لا يخلّ بالنتائج والحِكَم الناشئة من تلك النسب والوظائف، مع الحفاظ على جميع النسب والوظائف، خاص بمالك الملك الذي بيده مقاليد كل شيء.
فمثلا: إن الذرة المستقرة في بؤبؤ عين «توفيق» (7) لها علاقة مع أعصاب العين الحركية والحسية، ومع الشرايين والأوردة التي فيها، ومع الوجه، والرأس، ثم مع الجسم، ومع الإنسان ككل. فضلا عن أن لها في كلٍّ منها وظيفة وفائدة.
فوجود تلك النِسبِ، في كلٍّ منها، والعلاقاتُ والفوائد، مع الحكمة الكاملة والإتقان التام يبين أن الذي خلق ذلك الجسد بجميع أعضائه، هو الذي يمكنه أن يمكّن تلك الذرةَ في ذلك المكان، ولا سيما الذرات الآتية للرزق. فتلك الذراتُ التي تسير مع قافلة الرزق وتسافر معها، إنما تسير بانتظام وتسيحُ بحكمةٍ تحيّر العقول. ثم تدخل في أطوار مختلفة، وتجول في طبقات متنوعة بنظام دقيق، فتخطو خطوات ذات شعور، من دون أن تخطئ، حتى تأتي تدريجيا إلى الجسم الحي، وتُصفّى هناك في أربع مصافٍ فيه، إلى أن تصل إلى الأعضاء
نعم، إن الجندي له علاقة وانتساب مع كلٍّ من فصيله، وسريته، وفَوجه، ولوائه، وفرقته، كما أن له في كلٍّ منها وظيفةً معينةً على قدر تلك العلاقة، وأن تنسيق الحركة والانسجام مع كل هذه العلاقات والارتباطات بمعرفتِها ومعرفةِ وظائفِها في كل دائرة، مع القيام بواجبات عسكرية من تدريب وأخذٍ للتعليمات حسب أنظمتها.. كلُّ ذلك إنما يكون بالانقياد إلى أوامر القائد الأعظم الذي يقود تلك الدوائر كلَّها واتباع قوانينه.
فكما أن الأمر هكذا في الجندي الفرد، كذلك كلُّ ذرة من الذرات الداخلة في المركبات المتداخل بعضُها في بعض، لها أوضاع ملائمة في كلٍّ منها، ومواقعُ متناسبة تنبني عليها مصالحُ متنوعة، ووظائفُ منتظمة شتى، ونتائجُ متباينة ذات حكمة، فلابد أن توطين تلك الذرة بين تلك المركبات، توطينا لا يخلّ بالنتائج والحِكَم الناشئة من تلك النسب والوظائف، مع الحفاظ على جميع النسب والوظائف، خاص بمالك الملك الذي بيده مقاليد كل شيء.
فمثلا: إن الذرة المستقرة في بؤبؤ عين «توفيق» (7) لها علاقة مع أعصاب العين الحركية والحسية، ومع الشرايين والأوردة التي فيها، ومع الوجه، والرأس، ثم مع الجسم، ومع الإنسان ككل. فضلا عن أن لها في كلٍّ منها وظيفة وفائدة.
فوجود تلك النِسبِ، في كلٍّ منها، والعلاقاتُ والفوائد، مع الحكمة الكاملة والإتقان التام يبين أن الذي خلق ذلك الجسد بجميع أعضائه، هو الذي يمكنه أن يمكّن تلك الذرةَ في ذلك المكان، ولا سيما الذرات الآتية للرزق. فتلك الذراتُ التي تسير مع قافلة الرزق وتسافر معها، إنما تسير بانتظام وتسيحُ بحكمةٍ تحيّر العقول. ثم تدخل في أطوار مختلفة، وتجول في طبقات متنوعة بنظام دقيق، فتخطو خطوات ذات شعور، من دون أن تخطئ، حتى تأتي تدريجيا إلى الجسم الحي، وتُصفّى هناك في أربع مصافٍ فيه، إلى أن تصل إلى الأعضاء
Yükleniyor...