وَ السَّادِسُ: بَقَاءُ اَرْوَاحِهَا اِنْ كَانَتْ مِنْ ذَوِى الْاَرْوَاحِ وَ مَا وَظِيفَتُهَا فِى كَيْفِيَّاتِهَا الْمُتَخَالِفَةِ فِى مَوْتِهَا وَ فَنَائِهَا وَ زَوَالِهَا وَ عَدَمِهَا وَ ظُهُورِهَا وَ اِنْطِفَائِهَا اِلَّا اِظْهَارُ الْمُقْتَضِيَاتِ لِاَسْمَاءٍ اِلٰهِيَّةٍ فَمِنْ سِرِّ هٰذِهِ الْوَظِيفَةِ صَارَتِ الْمَوْجُودَاتُ كَسَيْلٍ فِى غَايَةِ السُّرْعَةِ تَتَمَوَّجُ مَوْتًا وَ حَيَاةً وَ وُجُودًا وَ عَدَمًا ٭ وَ مِنْ هٰذِهِ الْوَظِيفَةِ تَتَظَاهَرُ الْفَعَّالِيَّةُ الدَّائِمَةُ وَ الْخَلَّا قِيَّةُ الْمُسْتَمِرَّةُ ٭ فَلَا بُدَّ لِى وَ لِكُلِّ اَحَدٍ اَنْ يَقُولَ:

﴿حَسْبُنَا اللّٰهُ وَ نِعْمَ الْوَكِيلُ﴾

يعنِى· حَسْبِى مِنَ الْوُجُودِ اَنِّى اَثَرٌ مِنْ اٰثَارِ وَاجِبِ الْوُجُودِ ٭ كَفَانِى اٰنٌ سَيَّالٌ مِنْ هٰذَا الْوُجُودِ الْمُنَوَّرِ الْمَظْهَرِ مِنْ مَلَايِينَ سَنَةٍ مِنَ الْوُجُودِ الْمُزَوَّرِ الْاَبْتَرِ ٭ نَعَمْ بِسِرِّ اْلاِنْتِسَابِ اْلاِيمَانِىِّ تَقُومُ دَقِيقَةٌ مِنَ الْوُجُودِ· مَقَامَ اُلُوفِ سَنَةٍ بِلَا اِنْتِسَابٍ اِيمَانِىٍّ، بَلْ تِلْكَ الدَّقِيقَةُ اَتَمُّ وَ اَوْسَعُ بِمَرَاتِبَ مِنْ تِلْكَ اْلاٰلَافِ سَنَةٍ ٭

وَ كَذَا حَسْبِى مِنَ الْوُجُودِ وَ قِيْمَتِهِ اَنِّى صَنْعَةُ مَنْ هُوَ فِى السَّمَاءِ عَظَمَتُهُ وَ فِى الْاَرْضِ اٰيَاتُهُ وَ خَلَقَ السَّمٰوَاتِ وَ الْاَرْضَ فِى سِتَّةِ اَيَّامٍ ٭

وَ كَذَا حَسْبِى مِنَ الْوُجُودِ وَ كَمَالِهِ اَنِّى مَصْنُوعُ مَنْ زَيَّنَ وَ نَوَّرَ السَّمَاءَ بِمَصَابِيحَ وَ زَيَّنَ وَ بَهَّرَ الْاَرْضَ بِاَزَاهِيرَ ٭

وَ كَذَا حَسْبِى مِنَ الْفَخْرِ وَ الشَّرَفِ اَنِّى مَخْلُوقٌ وَ مَمْلُوكٌ وَ عَبْدٌ لِمَنْ هٰذِهِ الْكَائِنَاتُ بِجَمِيعِ كَمَالَاتِهَا وَ مَحَاسِنِهَا ظِلٌّ ضَعِيفٌ بِالنِّسْبَةِ اِلٰى كَمَالِهِ وَ جَمَالِهِ، وَ مِنْ اٰيَاتِ كَمَالِهِ وَ اِشَارَاتِ جَمَالِهِ ٭

Yükleniyor...