السكة المضروبة على صحيفة الأرض في فصل الربيع بمرصاد هذه الفقرات الآتية المتسلسلة المتعانقة المتداخلة، لترى السكةَ كالشمس في رابعة النهار.

وهي: أنا نشاهد في صحيفة الأرض إيجادا بديعا حكيما: في جُودٍ واسع عظيم في سخاوة مطلقة في إتقان مطلق، في سهولةٍ مطلقة في انتظام مطلق، في سرعة مطلقة في اتزان مطلق، في وُسعة مطلقة في حُسنِ صُنعٍ مطلق، في رخيصيةٍ مطلقة وقيمتُه في غلو مطلق، في خِلطة مطلقة في امتياز مطلق، في بُعدةٍ مطلقة في اتفاق مطلق، في كثرة مطلقة في أحسن خلقة.

على أن كلا من هذه الفقرات بانفرادها تكفي لإظهار السكة؛

إذ نهاية السخاوة نوعا مع غاية الإتقان وحسنِ الصنعة في فردٍ فردٍ، تختص بمَن لا يُشغلهُ شيء عن شيء، وله قدرة بلا نهاية.

وكذا إن نهاية السهولة مع غاية الانتظام، تختص بِمَن لا يُعجزه شيء، وله علم بلا نهاية.

وكذا إن نهاية السرعة مع غاية الاتزان والموزونية، تختص بمن استسلم كلُّ شيء لقدرته وأمره.

وكذا إن نهاية وُسْعة التصرف -بانتشار النوع- مع غاية حسنِ صنعِ كل فردٍ فرد، تختص بمن ليس عند شيء، وهو عند كل شيء بقدرته وعلمه.

وكذا إن نهاية الرخيصية والمبذولية مع غاية غلوّ قيمة الفرد باعتبار الصنعة، تختص بمَن له غَناء بلا غاية وخزائن بلا نهاية.

وكذا إن نهاية الاختلاط والاشتباك -في أفراد الأنواع المختلفة- مع غاية الامتياز والتشخيص بلا مَرْج (3)ومزج وبلا خلط وغلط، تختص بمن هو بصير بكل شيء، وشهيد على كل شيء لا يمنعه فعل عن فعل، ولا يختلط عليه سؤال بسؤال.

وكذا إنّ الفعالية؛ مع نهاية التباعد بين الأفراد المنتشرة في أقطار الأرض، مع غاية التوافق في الصورة والتشكيل والإيجاد والوجود، حتى كأن أفراد كل نوعٍ نوعٍ منتظرٌ أمرا يخصّها من مدبرٍ واحد، تختص بمن الأرضُ جميعا في قبضةِ تصرّفه وعلمه وحُكمه وحِكمته.

Yükleniyor...