على معانٍ. فإن شئت أن ترى فرق حكمة الفلسفة، وحكمة القرآن فراجع ما في بيان آيةِ ﹛﴿ وَمَنْ يُؤْتَ الْحِكْمَةَ فَقَدْ اُو۫تِيَ خَيْرًا كَث۪يرًا ﴾|﹜ (البقرة:٢٦٩).
النكتة الخامسة: [تحال إلى الأنوار الثلاثة من الشعلة الثانية للكلمة الخامسة والعشرين (المعجزات القرآنية) حيث تتضمن هذه النكتة آياتٍ كثيرةً جدا والمقام هنا ليس مقامَ إيضاح]. (16)
النكتة السادسة: اعلم أنه يفهم من هذه النكتة السابقة أن القرآن إنما يَنظر إلى وجوه دلالات الآثار على أفعاله تعالى، وإلى وجوه إظهار الأفعال لأسمائه سبحانه، وإلى صور انصباب الأفعال إلى الأسماء أو جريانها من الأسماء، وإلى وجوه إحاطة الأسماء التي هي أشعة الصفات بالأشياء.
الحاصل: أنَّ القرآن إنما ينظر من الموجودات إلى وجوهها الناظرة إلى فاطرها؛ وأما الفلسفة فإنما تنظر من الموجودات إلى وجوهها الناظرة إلى أنفسها وأسبابها، وغايتِها الناظرة إلى مصالحَ جزئيةٍ فلسفية أو صنعوية. فما أجهلَ مَن اغتر بالفنون الفلسفية، وصيَّرها مِحَكّا لمباحث القرآن القدسية. ولقد صدق من قال: «إن الفنون جنون كما إن الجنون فنون». (17)
القطرة الخامسة
اعلم أن مِن لمعات إعجاز القرآن كما ذكرتُ في «حبة» أنه جَمَع السلاسةَ الرائقة والسلامة الفائقة، والتساندَ المتين والتناسبَ الرصين، والتعاونَ بين الجمل وهيئاتها، والتجاوبَ بين الآيات ومقاصدها، بشهادة علم البيان وعلم المعاني، مع أنه نزل في عشرين سنة نجما نجما لمواقع الحاجات، نزولا متفرقا متقاطعا مع كمال التلاؤم كأنه نزل دفعة، ولأسبابِ نزولٍ مختلفة متباينة مع كمال التساند كأن السبب واحد. وجاء جوابا لأسئلة مكررة متفاوتة مع نهاية الامتزاج والاتحاد كأن السؤال واحد. وجاء بيانا لحادثاتِ أحكام متعددة متغايرة مع كمال الانتظام كأن الحادثة واحدة. ونزل متضمنا لتنزلاتٍ إلهية في أساليبَ تُناسب أفهامَ المخاطَبين، لاسيما فهم المنزل عليه عليه السلام بحالات في التلقي متنوعة متخالفة مع حسن التماثل والسلاسة؛ كأن الحالة واحدة. وجاء متكلما متوجها إلى أصنافِ مخاطبين متعددة
النكتة الخامسة: [تحال إلى الأنوار الثلاثة من الشعلة الثانية للكلمة الخامسة والعشرين (المعجزات القرآنية) حيث تتضمن هذه النكتة آياتٍ كثيرةً جدا والمقام هنا ليس مقامَ إيضاح]. (16)
النكتة السادسة: اعلم أنه يفهم من هذه النكتة السابقة أن القرآن إنما يَنظر إلى وجوه دلالات الآثار على أفعاله تعالى، وإلى وجوه إظهار الأفعال لأسمائه سبحانه، وإلى صور انصباب الأفعال إلى الأسماء أو جريانها من الأسماء، وإلى وجوه إحاطة الأسماء التي هي أشعة الصفات بالأشياء.
الحاصل: أنَّ القرآن إنما ينظر من الموجودات إلى وجوهها الناظرة إلى فاطرها؛ وأما الفلسفة فإنما تنظر من الموجودات إلى وجوهها الناظرة إلى أنفسها وأسبابها، وغايتِها الناظرة إلى مصالحَ جزئيةٍ فلسفية أو صنعوية. فما أجهلَ مَن اغتر بالفنون الفلسفية، وصيَّرها مِحَكّا لمباحث القرآن القدسية. ولقد صدق من قال: «إن الفنون جنون كما إن الجنون فنون». (17)
القطرة الخامسة
اعلم أن مِن لمعات إعجاز القرآن كما ذكرتُ في «حبة» أنه جَمَع السلاسةَ الرائقة والسلامة الفائقة، والتساندَ المتين والتناسبَ الرصين، والتعاونَ بين الجمل وهيئاتها، والتجاوبَ بين الآيات ومقاصدها، بشهادة علم البيان وعلم المعاني، مع أنه نزل في عشرين سنة نجما نجما لمواقع الحاجات، نزولا متفرقا متقاطعا مع كمال التلاؤم كأنه نزل دفعة، ولأسبابِ نزولٍ مختلفة متباينة مع كمال التساند كأن السبب واحد. وجاء جوابا لأسئلة مكررة متفاوتة مع نهاية الامتزاج والاتحاد كأن السؤال واحد. وجاء بيانا لحادثاتِ أحكام متعددة متغايرة مع كمال الانتظام كأن الحادثة واحدة. ونزل متضمنا لتنزلاتٍ إلهية في أساليبَ تُناسب أفهامَ المخاطَبين، لاسيما فهم المنزل عليه عليه السلام بحالات في التلقي متنوعة متخالفة مع حسن التماثل والسلاسة؛ كأن الحالة واحدة. وجاء متكلما متوجها إلى أصنافِ مخاطبين متعددة
Yükleniyor...