مثلا: يبحث عن الشمس، لا للشمس ولا من ماهيتها، بل لمن نوّرها وجعلها سراجا، وعن وظيفتها بصيرورتها زنبركَ انتظامِ صنعةٍ، ومركزَ نظامِ خلقةٍ، ومكوكَ انسجامِ صنعةٍ في نسج النقاش الأزلي لهذه المنسوجات بخيوط الليل والنهار، في اختلاف الفصول، المفروشاتِ تلك المنسوجاتُ على وجه الأرض والسماء. ليعرّفنا القرآن بإراءة نظام النسج وانتظام المنسوجات كمالاتِ فاطرها الحكيم وصانعِها العليم. وحركةُ الشمس سواء كانت ظاهرية أو حقيقية، لا تؤثر في مقصد القرآن. إذ المقصد إراءة نسج النظّام الحكيم في ضمن إراءة جريان الشمس المشهود. فالنسج مشهود بكمال حشمته فلا يضره سكون الشمس في الحقيقة على ما يزعمه الفن..
النكتة الثانية: إنَّ القرآن يقول: ﹛﴿ وَجَعَلَ الشَّمْسَ سِرَاجًا ﴾|﹜ (نوح:١٦) و ﹛﴿ وَالشَّمْسُ تَجْر۪ي لِمُسْتَقَرٍّ لَهَا ﴾|﹜ (يس:٣٨).
فإن قلت: لأي شيءٍ عبّر عن الشمس بالسراج، مع أنها عند الفن أعظم من أن تكون تابعةً للأرض، بل هي مركز الأرض مع السَّيَّاراتِ؟
قيل لك: إن في التعبير بالسراج تصويرَ العالم بصورةِ قصر؛ وتصويرَ الأشياء الموجودة فيه في صورة لوازماتِ ذلك القصر ومزيِّناته ومطعوماته لسكان القصر ومسافريه، وإحساسَ أنه قد أحضرتْها لضيوفه وخدامِه يدُ كريمٍ رحيم. وما الشمس إلّا مأمورٌ مسخّر وسراج منوَّر. ففي تعبير السراج إخطارُ رحمةِ الخالق في عظمة ربوبيته، وإفهامُ إحسانه في وسعة رحمته، وإحساسُ كرمه في حشمة سلطنته، وإعلان وحدانيته بإراءة أعظمِ ما يتوهمه المشركُ معبودا؛ أنه ما هو إلا سراج مسخَّر. إذ أين السراج المسخر الجامد وأين لياقة العبادة؟
وفي تعبير الجريان إخطارُ التصرفات المنتظَمة العجيبة في ما بين اختلاف الليل والنهار ودوران الصيف والشتاء.. وفي إخطارها إفهامُ عظمةِ قدرةِ الصانع في إنفراده في ربوبيته.
فمن نقطتَي الشمس والقمر يوجه الذهن إلى صحائف الليل والنهار، والصيف والشتاء، ومنها إلى سطور الحادثات المكتوبة في أجوافها. فتعبير الجريان عنوان لهذه المعاني، فيكفي ظاهر العنوان ولا تعلُّقَ للمقصد بحقيقته.
فانظر إلى كلمات القرآن مع كونها سهلةً بسيطةً معروفةً؛ كيف صارت أبوابا ومفاتيحَ
النكتة الثانية: إنَّ القرآن يقول: ﹛﴿ وَجَعَلَ الشَّمْسَ سِرَاجًا ﴾|﹜ (نوح:١٦) و ﹛﴿ وَالشَّمْسُ تَجْر۪ي لِمُسْتَقَرٍّ لَهَا ﴾|﹜ (يس:٣٨).
فإن قلت: لأي شيءٍ عبّر عن الشمس بالسراج، مع أنها عند الفن أعظم من أن تكون تابعةً للأرض، بل هي مركز الأرض مع السَّيَّاراتِ؟
قيل لك: إن في التعبير بالسراج تصويرَ العالم بصورةِ قصر؛ وتصويرَ الأشياء الموجودة فيه في صورة لوازماتِ ذلك القصر ومزيِّناته ومطعوماته لسكان القصر ومسافريه، وإحساسَ أنه قد أحضرتْها لضيوفه وخدامِه يدُ كريمٍ رحيم. وما الشمس إلّا مأمورٌ مسخّر وسراج منوَّر. ففي تعبير السراج إخطارُ رحمةِ الخالق في عظمة ربوبيته، وإفهامُ إحسانه في وسعة رحمته، وإحساسُ كرمه في حشمة سلطنته، وإعلان وحدانيته بإراءة أعظمِ ما يتوهمه المشركُ معبودا؛ أنه ما هو إلا سراج مسخَّر. إذ أين السراج المسخر الجامد وأين لياقة العبادة؟
وفي تعبير الجريان إخطارُ التصرفات المنتظَمة العجيبة في ما بين اختلاف الليل والنهار ودوران الصيف والشتاء.. وفي إخطارها إفهامُ عظمةِ قدرةِ الصانع في إنفراده في ربوبيته.
فمن نقطتَي الشمس والقمر يوجه الذهن إلى صحائف الليل والنهار، والصيف والشتاء، ومنها إلى سطور الحادثات المكتوبة في أجوافها. فتعبير الجريان عنوان لهذه المعاني، فيكفي ظاهر العنوان ولا تعلُّقَ للمقصد بحقيقته.
فانظر إلى كلمات القرآن مع كونها سهلةً بسيطةً معروفةً؛ كيف صارت أبوابا ومفاتيحَ
Yükleniyor...