اللمعة الثامنة

انظر! إن ما يشاهَد من «الرزق» المُوزَّع على المرتزقين على قدر حاجاتهم، بطرزٍ يناسب كل واحدٍ واحدٍ منهم.. وهذا الرزق العامُّ في هذه الرحمة الواسعة المشهودة المتضمنة للتودد والتعرّف.. وهذه الرحمة الواسعة في هذه العناية التامة المتضمِّنة للتلطيف والإكرام.. وهذه العناية المشهودة في هذه الحكمة العامة المتضمنة للقصد والشعور.. وهذه الحكمة المشهودة في هذا الانتظام المشهود.. وهذا الانتظام في ضمن هذه المسخّرية المشهودة.. وهذه المسخرية في ضمن هذا التعانق مع التجاوب.. وفي ضمن هذا التساند مع التعاون فيما بين أجزاء الكائنات.. خاتمٌ خاص بمَن هو ربّ كل شيء ومربّى كل شيء ومدبّر كل شيء.. وسكة مخصوصة بمَن الشمسُ والقمر والنجوم مسخّراتٌ بأمره: ﹛﴿ اَلَّذ۪ٓي اَحْسَنَ كُلَّ شَيْءٍ خَلَقَهُ ﴾|﹜ (السجدة:٧). ﹛﴿ اِذَٓا اَرَادَ شَئًْا اَنْ يَقُولَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ ﴾|﹜ (يس:٨٢).

اللمعة التاسعة

فكما رأيتَ خاتم الأحدية على الجزئيات، وعلى الأرض، وعلى العالم؛ فانظر ترَ ذلك على الأنواع المنشورة، وعلى العناصر المحيطة.

فكما أن زرعَ بذرٍ في مزرعة يدل على أن المزرعة في تصرّف صاحب البذر، وأن البذر لمتصرف المزرعة؛ يشهد هذا لذاك، وذاك لهذا.. كذلك، إن هذه العناصر التي هي مزرعة المصنوعات، بلسان واحديّتها وبساطتها في كليتها وأحاطتها بطرز متعيِّنٍ بعلمٍ، وبصورة مُحكمة بحكمة.. وإن هذه المخلوقات التي هي ثمرات الرحمة ومعجزات القدرة وكلمات الحكمة، بلسان انتشارها الحكيم، مع المماثلة في الأشخاص، وبلسان توطنها في الأطراف المتباعدة، بتوزيعٍ عجيب حكيم مع المشابهة في الأفراد.. تشهدان على أن المحيط والمحاط والمزارع والبذور، في قبضةِ تصرفِ صانعٍ واحد. فكل نوع وكل عنصر يشهد لكلٍّ وللكل؛ بأنكم مالُ مَنْ أنا مالُهُ! فيصير كل زهرة وكل ثمرة وكل حيوان وحُوينة سِكةً ناطقة وخاتما متكلما وطرةً متلفظة بلسان انتظام الحال وحكمة المآل؛ بأن هذا المكان: مُلك مَنْ أنا مُلكه! وصُنعُ مَنْ أنا صنعُه! ومكتوبُ مَنْ أنا حرفه! ونسجُ مَن أنا نقشه!

فعلى هذا، فكما أن التصرف الحقيقي في أدنى مخلوق، والربوبيةَ على أضعف موجود

Yükleniyor...