التي يدور غالب أفكار «المثنوي» وخواطره حولها، هذه الصفات التي وصف الله -جلّ شأنه- بها نفسه ومنها: «الخالق، البارئ، المصور، الرحمن، الرحيم، اللطيف، الودود، الرزاق، الكريم، القادر، العليم..» إلى آخر هذه الصفات لا بد لها من التجلي بمعانيها الجمالية والكمالية في الخلق والإيجاد، وأن ترتسم صورتها في مرآة العالم والوجود، وتنسكب بمحاسنها وألوانها على صور الكائنات والموجودات، ليراها مَنْ وصف نفسه ب«أحسن الخالقين»، وليُريها للإنسان في خفايا نفسه، وفيما يحيط به من موجودات. فيرى -هذا الإنسان- ويتأمل ويعتبر، ويشهد ويشغف، ويعجب ويشدَه، ثم لا يقف عند هذا بل يمر سريعا من الرسم إلى الرّسام، ومن النقش إلى النَقَّاش، ومن الظل إلى الأصل، وبذلك -أي بهذا الانتقال السريع- يصبح الإنسان جديرا بالفهم عن الله سبحانه وتعالى، الذي قدّر أن يكون محطَّ عنايته، وخليفته في أرضه.. وهي بلا شك ستبلغ (أي هذه الصفات الجمالية والكمالية) مداها الأعظم والأشمل والأوفى من الجمال والكمال في حياة الإنسان الأخرى، وعمره الثاني في كنف الرحمن وفي جنته التي هي أروع لوحاته جمالا وحسنا وكمالا وقدرة..
وكما أنّ اللوحة الفنية العظيمة لرسام عبقري، لا يقدر على تذوق محاسنها، وترشُّف روح الجمال فيها، إلّا مَنْ كان له إلمام ببعض قواعد الرسم، ممّن رهُف حسُّه، ورقّ شعوره، وملك نفسا نقيةً صافية، وقلبا سريع الحساسية بلمحات الحسن والجمال، فكذلك فإن «الجنة» -ولا مشاحة في المثال مرة أخرى- هذه اللوحة المعجزة والتي رسمتها يد القدرة بألوان اللطف والرحمة الإلهيين، لابُدّ وألّا يزاح عنها الستار إلّا لمَنْ يمتلك رصيدا جماليا في روحه وبدنه، واستعدادا ذوقيا يهيئ له سبل الاستمتاع بهذا الجمال الذي لا عين رأت مثله، ولا أذن سمعت وصفه، ولا خطر على قلب بشر، كما جاء وصفه -بهذا المعنى- في الحديث الشريف.
ولذا فقد كرّس النورسي جملةً عظيمة من خواطره في «المثنوي» لتشويق الإنسان، وترغيبه بالجنة، ولفْتِ نظر النفس إلى محاسنها، وتمهيد سبل معرفتها، والوصول إليها، وذلك بتهيئة أحاسيسه الذوقية والجمالية وإرهافها -وهو بعدُ في الدنيا- وتنقية حواس الروح والبدن من الشوائب والأكدار، وتطهير الضمير والوجدان من قبح الرذائل والآثام، وبهذا تجمُل «النفس» فيشتاق جمالها إلى جمال الجنة فيتناغمان ويتجاذبان، ثم إذا قُضي الأجل يلتقيان، فيندغمان ويتذاوبان في حرارة الاشتياق وبهجة اللقاء.
وكما أنّ اللوحة الفنية العظيمة لرسام عبقري، لا يقدر على تذوق محاسنها، وترشُّف روح الجمال فيها، إلّا مَنْ كان له إلمام ببعض قواعد الرسم، ممّن رهُف حسُّه، ورقّ شعوره، وملك نفسا نقيةً صافية، وقلبا سريع الحساسية بلمحات الحسن والجمال، فكذلك فإن «الجنة» -ولا مشاحة في المثال مرة أخرى- هذه اللوحة المعجزة والتي رسمتها يد القدرة بألوان اللطف والرحمة الإلهيين، لابُدّ وألّا يزاح عنها الستار إلّا لمَنْ يمتلك رصيدا جماليا في روحه وبدنه، واستعدادا ذوقيا يهيئ له سبل الاستمتاع بهذا الجمال الذي لا عين رأت مثله، ولا أذن سمعت وصفه، ولا خطر على قلب بشر، كما جاء وصفه -بهذا المعنى- في الحديث الشريف.
ولذا فقد كرّس النورسي جملةً عظيمة من خواطره في «المثنوي» لتشويق الإنسان، وترغيبه بالجنة، ولفْتِ نظر النفس إلى محاسنها، وتمهيد سبل معرفتها، والوصول إليها، وذلك بتهيئة أحاسيسه الذوقية والجمالية وإرهافها -وهو بعدُ في الدنيا- وتنقية حواس الروح والبدن من الشوائب والأكدار، وتطهير الضمير والوجدان من قبح الرذائل والآثام، وبهذا تجمُل «النفس» فيشتاق جمالها إلى جمال الجنة فيتناغمان ويتجاذبان، ثم إذا قُضي الأجل يلتقيان، فيندغمان ويتذاوبان في حرارة الاشتياق وبهجة اللقاء.
Yükleniyor...