وربّ سؤال يرد للخاطر:

لماذا ألّف الأستاذ النورسي هذه الرسائل باللغة العربية، والمخاطبون لا يتقنونها، علما أنه كتب رسائل النور بالتركية؟

فالجواب -والله أعلم-: أن اللغة العربية كانت هي لغة العلم في تلك الفترة (أي إلى منتصف العشرينات) وقبل استبدال الحروف العربية، رغم أن المحادثات الجارية بين الناس كانت بالتركية..

ثم إن هذه الرسائل العربية بحد ذاتها أصول وقواعد، ومناهج، وموازين مستلهَمة من نور القران الكريم، خاطب بها الأستاذ النورسي نفسَه أولا، وألزمها الحُجةَ حتى أرغمها على التسليم، فهي أعلمُ بلغته و تعابيره. ومما يُثبت ما نذهب إليه هو أن الأستاذ النورسي قد صبّ هذه المعانيَ ووسّع منها وكشف عن دقائقها في الرسائل التي ألّفها بالتركية -فيما بعدَ ١٩٢٧م- تلك هي رسائل النور التي غَدَت موضعَ استفادة العالِم والمتعلم والكبير والصغير. فأدّت مهمتها المرجوة في حفظ الإيمان تجاه تيار الكفر والطغيان.

أما ما يرِد من سؤال حول تسمية الكتاب. أي لماذا سّماه الأستاذ المؤلف ب«المثنوي» الذي يعني في الشعر أبيات مثنى مثنى، علما أن الكتاب ليس ديوانا للشعر؟

فالجواب: لقد سمّى الأستاذ النورسي هذه الرسائل ب«الرسائل العربية» أو «المجموعة العربية» وقد كُتب على مجلد الطبعة الأولى: «قطرات من فيوضات الفرقان الحكيم». ولكن لأن فعل هذه الرسائل في القلب والعقل والروح والنفس يشبه فعل «المثنوي» لجلال الدين الرومي المشهورِ والمتداول بين أوساط الناس ولاسيما في تركيا، وأن عمله في تجديد الإيمان وترسيخه في القلب وبعثه الروح الخامد في النفوس يشبه «المثنوي الرومي» فقد سماه الأستاذ النورسي ب«المثنوي». ولأجل تمييزه عن «المثنوي الرومي» الذي كُتب بالفارسية سماه «المثنوي العربي». ولأنه أساسٌ لرسائل النور وغراس لأفكارها ومسائلِها أضيف إليه «النوري» فأصبح الكتاب يحمل عنوان: «المثنوي العربي النوري».

ومما يجدر الإشارة إليه أن الكتاب مع أنه جامع لكثير من أساليب البيان وأنماط الاستعارة وأنواع التشبيه والجناس والطباق وغيرها من أساليب البلاغة، فإن كل قارئ -مهما

Yükleniyor...