الحسنى، كالعليم بكل شيء مع الخالق لهذه الذرة، والمصوّر لهذه النحلة، والمنشئ لهذه الثمرة، والشافي لهذه العلة، بل محال أن لا يكون الواسعُ الأوسع عينَ الاسم الجزء الجزئي.
اعلم أنه لأن العطالة والسكون والتوقفَ والاستمرار على طرز في الممكن -الذي ظهور وجوده بتغيره- نوعُ عدمٍ في الأحوال والكيفيات، والعدم ألمٌ محض وشرٌ صرف.. كانت الفعاليةُ لذةً شديدة والتحولُ في الشؤون خيرا كثيرا، ولو كان ألما ومصيبة. فالتأثرات والتألمات حسنةٌ من جهات، قبيحةٌ من جهة.
فالحياة التي هي نور الوجود تتصفى بالتأثرات، وتتصَيقل بالتألمات.. فلا تنافرها الحياة، فلا توزَنُ بميزان البقاء العائد للحي، بل بميزان الظهور والمعكسية لتجلّي شؤون «المحيي» جلَّ شأنه، إذ للمحيي في الحياة ألوف حصص، وللحي حصة عرَضية. كمالُها في تبعيتها لحصص المحيي.
فتزيّن الحباب بشُميسيته في آنٍ سيال لا يعطي له حقا بدرجةٍ يعارض الشمسَ في حقوق تجلياتها المشحونة بالحِكم الجسيمة. إلّا أن حباب الإنسان إذا آمن ينقلب بالإيمان زجاجةً كأنها كوكبٌ دريّ يوقد مصباحها من أشعة شمس الأزل.
اعلم أنه كيف يمكن أن يصنع أحدٌ جميع أساسات قصر وأثاثاته وتركيباته المتوجهةِ جميعا إلى بناء القصر الواحد، ولا يكونَ القصرُ علّةً غائية لذلك الصانع، (27) ولا يكونَ ثمرات القصر عائدة إليه. أيها الإنسان! الأرض قصر والعالَم قصر.
اعلم أن الله جل جلاله تعرّف إلينا بخلقه ومصنوعاته، وتودّد بنعَمِه وإنعاماته، وتحبّب برزقه ورحماته، ففعل هاتيك لتلك، بل كأنها هي. وهكذا تجلَّى كلُّ اسم من أسمائه الحسنى. فمن تفَهّمَها منها كما هو حقها -بتفهيمه تعالى- ثم فهّمها لغيره كافةً -بإذنه جلّ شأنه- يحق له أن يقال في حقه: «لَولاكَ لَولاكَ لمَاَ خَلَقْتُ الأفلَاك» (28) وما هو إلا الرابط المتين الأمين بين السماوات والأرض، الذي ارتبط العرش بالفرش بالحبل المنسوج على قلبه
اعلم أنه لأن العطالة والسكون والتوقفَ والاستمرار على طرز في الممكن -الذي ظهور وجوده بتغيره- نوعُ عدمٍ في الأحوال والكيفيات، والعدم ألمٌ محض وشرٌ صرف.. كانت الفعاليةُ لذةً شديدة والتحولُ في الشؤون خيرا كثيرا، ولو كان ألما ومصيبة. فالتأثرات والتألمات حسنةٌ من جهات، قبيحةٌ من جهة.
فالحياة التي هي نور الوجود تتصفى بالتأثرات، وتتصَيقل بالتألمات.. فلا تنافرها الحياة، فلا توزَنُ بميزان البقاء العائد للحي، بل بميزان الظهور والمعكسية لتجلّي شؤون «المحيي» جلَّ شأنه، إذ للمحيي في الحياة ألوف حصص، وللحي حصة عرَضية. كمالُها في تبعيتها لحصص المحيي.
فتزيّن الحباب بشُميسيته في آنٍ سيال لا يعطي له حقا بدرجةٍ يعارض الشمسَ في حقوق تجلياتها المشحونة بالحِكم الجسيمة. إلّا أن حباب الإنسان إذا آمن ينقلب بالإيمان زجاجةً كأنها كوكبٌ دريّ يوقد مصباحها من أشعة شمس الأزل.
اعلم أنه كيف يمكن أن يصنع أحدٌ جميع أساسات قصر وأثاثاته وتركيباته المتوجهةِ جميعا إلى بناء القصر الواحد، ولا يكونَ القصرُ علّةً غائية لذلك الصانع، (27) ولا يكونَ ثمرات القصر عائدة إليه. أيها الإنسان! الأرض قصر والعالَم قصر.
اعلم أن الله جل جلاله تعرّف إلينا بخلقه ومصنوعاته، وتودّد بنعَمِه وإنعاماته، وتحبّب برزقه ورحماته، ففعل هاتيك لتلك، بل كأنها هي. وهكذا تجلَّى كلُّ اسم من أسمائه الحسنى. فمن تفَهّمَها منها كما هو حقها -بتفهيمه تعالى- ثم فهّمها لغيره كافةً -بإذنه جلّ شأنه- يحق له أن يقال في حقه: «لَولاكَ لَولاكَ لمَاَ خَلَقْتُ الأفلَاك» (28) وما هو إلا الرابط المتين الأمين بين السماوات والأرض، الذي ارتبط العرش بالفرش بالحبل المنسوج على قلبه
Yükleniyor...