الذي هو أشرف الكائنات جنسا، وأكملُ ذوي الحياة نوعا وسيدُ النوع الذي شُرّف بالخلافة شخصا، وهو سيد المرسلين وأمام المتقين، حبيب رب العالمين محمد عليه وعلى آله وصحبه الصلاة والسلام أبد الآبدين.

∗ ∗ ∗


خاتمة

لله دَرُّ العلّةِ والمصيبة والذلّة، ما أحلاها وهي مُرّة! إذ هي التي تُذيقُك لذةَ المناجاة والتضرع والدعاء.

عن ابن سمعون (∗): «كل كلام خلا عن الذكر فهو لغو». (29)

اعلم أني على جناح السفر إلى الآخرة، فلكثرة ذنوبي لا يكفي عمري بل أعمار للاستغفار، فأُوكلُ كتابي هذا وأُوصيه بأن ينادي مستغفرا بعدي بدلا عني دائما بهذا (الفرياد): (30)

(أي واه) وا اسفا وا حسرتا وا خسارتا وا ندامتا! على تضييعي لعمري وحياتي وصحتي وشبابي، في المعاصي والذنوب والهوسات الزائلة المضرة، فأورثَتْ في أوان شيبي ومرضي آثاما وآلاما. وأنا بهذا الحمل الثقيل والوجه الأسود والقلب المريض متقرب إلى باب القبر للفراق الأبدي من الدنيا الفانية.

فيا ذلّي إذا ما قال ربي إلى النيران سوقوا ذا المرائي!

إلهي لا ملجأ ولا منجا إلا باب رحمتك.

إلهي عبدُك العاصي أتاك مقرّا بالذنوب وقد دعاك

فإن ترحم فأنت لذاك أهلٌ وإن تطرد فمَن يرحم سواك (31)


Yükleniyor...