الذي هذه الأجرام العلوية نيّراتُ براهين ألوهيته وعظمته، وشعاعاتُ شواهد ربوبيته وعزته جلّ جلالُه..

الله أكبر.. إنْ قلت: مَن هو؟ قيل لك: إذ هو الخالق لكل شيء، إذ هو الرزاق لكل حي، وهو المنعم لكل النِعَم، وهو الرحمن في الدارين؛ مِن عظيمِ رحمتهِ سيدُنا «محمد» عليه الصلاة والسلام، و«الجنة». وهو الرب لكل شيء، وهو المدبّر لكل شيء وهو المربي لكل شيء..

الله أكبر.. إنْ قلتَ: مَن هو؟ قيل لك: إذ هو المصور لكل شيء، وهو المتصرف في كل شيء، وهو النظّام لهذا العالم.

الله أكبر.. وأعظمُ وأجلُّ مِن أن يحيط به الأفكارُ والعقول، وأرفعُ وأعلى وأجلّ وأنزَه من أن يناله العجزُ والقصور..

الله أكبر من كل شيء؛ أي ما يكون لأجله أكبرُ، وأعلى، وأحسن، وأولى.. وما يكون به أعظم وأجلّ..

∗ ∗ ∗


تنبيه

هذه الكلمات المباركة التي تتكرّر بعد الصلوات؛ شاهَدتُ أنها ليست تكرارا، بل تأسيسٌ -كما أُشير إليه في الأبواب- أو تأكيدٌ في تأسيسٍ، معانيها متساندةً لا متحدةً.

مثلا: رميتَ حجرا في وسط حوضٍ كبير تقول للدائرة المتشكلة من وقوع الحجر: واسعة.. واسعة.. واسعة.. كلما تتلفظ ب«واسعة» تتظاهر دائرةٌ أوسع. وكذا تأكيدٌ في المعنى، تأسيسٌ في المقاصد والثمرات.

∗ ∗ ∗


إن قلت: ما معنى «الله أكبر» من كل شيء. ما قيمة «الممكن» حتى يقال: «الواجب» أكبرُ منه؟ أين «الخالقين.. والراحمين» غيرُه تعالى حتى يُقال: «أحسنُ الخالقين» و«أرحم الراحمين»؟

قيل لك: أي ما كان منه أكبرُ وأعلى، وما كان له أحسنُ وأولى، وما كان به أعظمُ وأجلُّ.

 /  
477
Yükleniyor...