الله أكبر.. من كل شيء.. إن قلت: لِمَ، ومَن هو؟ قيل لك: إذ هو السلطان الأزلي الذي هذه العوالم بتمامها في تصرف قبضتَي نظامِه وميزانه جلّ جلاله.
الله أكبر.. إنْ قلت: لِمَ، ومَن هو؟ قيل لك: إذ هو الحاكم الأزلي الذي نظّم الكائنات بقوانين سنته، ودساتير قضائه وقَدَره، ونواميس مشيئته وحكمته، وجلوات عنايته ورحمته، وتجليات أسمائه وصفاته. وما القوانين والنواميس إلّا أسماءٌ لتجلي مجموعِ العلم والأمر والإرادة على الأنواع.
الله أكبر.. إنْ قلت: لِمَ، ومَن هو؟ قيل لك: إذ هو الصانع الأزلي الذي هذا العالمُ الكبير إبداعهُ وإنشاؤه وصنعتُه، وهذا العالمُ الصغير إيجادهُ وبناؤه وصبغته.. وعلى جوانبهما بل على كل جزء من أجزائهما سكتُه.
الله أكبر.. إنْ قلت: لِمَ، ومَن هو؟ قيل لك: إذ هو النقاش الأزلي الذي هذه الكائناتُ خطوطُ قلمِ قضائه وقَدَره، ونقوشُ بركار (38) حكمته، وثمرات فياض (39) رحمته، وتزييناتُ يدِ بيضاء عنايته، وأزاهيرُ لطائف كَرَمه، ولمعاتُ تجليات جماله.
تنبيه
أحكام هذه الأبواب الثلاثة (40) تشربت براهينُها. تُعرف بالدقة، في قيودها دلائلُ الأحكام.
الله أكبر.. إنْ قلت: مَن هو؟ قيل لك: إذ هو القدير الأزلي الذي هذه الموجودات معجزات قدرته. تشهد تلك المعجزات على أنه على كل شيء قدير. لم يخرج ولن يخرجَ عن حكم قدرته شيءٌ، تتساوى بالنسبة إليه الذراتُ والشموس..
الله أكبر.. إنْ قلتَ: مَن هو؟ قيل لك: إذ هو الخالق البارئ المصوّر له الأسماء الحسنى.
Yükleniyor...