وهو في ذاته أكبرُ من كل ما يتصوره العقول.. وكذا لابد أن يكون أكبرَ في قلوبكم وأهم من كل مقاصدكم ومطالبكم.. وكذا أكبرُ وأعظم من أن يسترَه ويحجبَه حجابُ الكائنات.

وأما «أحسن الخالقين»! أي هو في ذاته أحسنُ من الخالقين الذين في مرايا العقول بتجلي صفة الخالقية فيها، كالشمس في المرايا. يقال: الشمسُ في ذاتها أنورُ من تماثيلها المنوَّرِين في المرايا.. وكذا أحسنُ في مرتبة وجوبه من الخالقين الموهومين في فرض الأوهام.. وأيضا نظرُنا الوهمي الظاهري لمّا يرى الآثارَ من الأسباب ويتوهم الخالقية، أي هو أحسنُ خالقا بلا حجابِ الأسباب، فلابد أن يُتَوَجّه إليه بالذات، ولا يُبالى بالأسباب الظاهرية.. وكذا إن نسبة المفاضلة تنظر إلينا وإلى الأشياء التي تتعلق بنا، لا في نفس الأمر، كما يُقال لنفرٍ في وظيفة جزئية: السلطانُ أحسن وأعظم. أي مدخله في وظيفتك هذه أزيد؛ فلابد أن تلاحظه أزيد من سائر أمرائك الظاهرية.

الله أكبر وأجلّ من أن تحيط به الأفكار والعقول.. وأرفع وأنزه من أن يناله العجز والقصور.. وهو الكامل المطلق في ذاته، وصفاته، وأفعاله، جل جلاله..

∗ ∗ ∗


 /  
477
Yükleniyor...