الباب الرابع

في

الله أكبر

هذا الباب قسمان: هذا القسم الأول بغاية الإجمال، والقسم الثاني فيه إيضاح تام.


القسم الأول

بِسْمِ اللّٰهِ الرَّحْمٰنِ الرَّح۪يمِ

الله أكبر.. من كل شيء، إذ هو القدير على كل شيء، بقدرة لانهاية لها بوجه من الوجوه، تتساوى بالنسبة إليها الذراتُ والنجومُ والجزءُ والكلُّ والفردُ والنوعُ بسرِّ: ﴿ مَا خَلْقُكُمْ وَلَا بَعْثُكُمْ اِلَّا كَنَفْسٍ وَاحِدَةٍ ﴾ (لقمان:٢٨).

نعم، إن الذرة والجزء والفرد ليست بأقلَّ جزالةً من النجم والنوع والكل.

الله أكبر.. إذ هو العليم بكل شيء بعلمٍ لانهاية له بوجهٍ من الوجوه، لازمٍ ذاتي (37)للذات، فلا يمكن أن ينفكَّ عنه شيء، بسر الحضور.. وما في الكائنات من الحكمة العامة، والعناية التامة، والشعور المحيط، والأقضية المنتظمة، والأقدار المثمرة، والآجال المعينة، والأرزاق المقنّنة، والرحماتِ المتنوعة، والإتقانات المفننة، والاهتمام المزين.. شاهداتٌ على إحاطة علمه تعالى بكل شيء، بسر: ﴿ اَلَا يَعْلَمُ مَنْ خَلَقَ وَهُوَ اللَّط۪يفُ الْخَب۪يرُ ﴾ (الملك:١٤) جل جلاله.

الله أكبر.. إذ هو المريد لكل شيء؛ إذ تَرددُ الكائنات بين الإمكانات الغير المحدودة، ثم تنظيمُها بهذا النظام وموازنتُها بهذا الميزان، وخلقُ المختلفات المنتظمة -كالشجر بأوراقها وأزهارها وثمراتها مثلا- من البسيط الجامد.. شاهداتٌ على عموم إرادته تعالى، ومستلزمة ل: «ما شاء كان وما لم يشأ لم يكن». جلّ جلاله..

 /  
477
Yükleniyor...