الحمد لله على الإيمان بالله، إذ به يخلص الروح من ظلمات الأعدام ووحشة الأكوان ومن المأتم العمومي، ومِن، ومِن، ومِن، ومِن، ومِن إلى ما لا يحد مِن الأهوال المحرقة للروح..
الحمد لله على نور الإيمان الذي أرانا ملجأ، محسنا، كريما، ودودا، رؤوفا، رحيما؛ إذ الإيمان هو المنوّر لنا الحياةَ الأبدية، والمبشر المضيء لنا السعادة الأبدية، وهو المحتوي على نقطتَي الاستناد والاستمداد، وهو الدافع لحجاب المأتم العمومي عن وجه الرحمة المرسَلة على وجه الكائنات، وهو المزيل للآلام الفراقية عن اللذائذ المشروعة بإراءة دوران الأمثال، ويديم النِّعمَ معنىً بإراءة شجرة الإنعام..
وكذا يُبدّل نورُ الإيمان ما يُتوهَّم من الكائنات أعداءَ أجانب أمواتا موحشين؛ ويحولها أودّاءَ إخوانا أحياءً مؤنسين.
وكذا يصور ذلك النورُ كلَّ الكائنات ومجموعَ الدارين مملوءا من الرحمة هديةً لكل مؤمن حقا -بلا مزاحم- يستفيد من جميعها بوسائطها وحواسها المتنوعة الكثيرة الموهوبة، فحُقَّ له وعليه أن يقول: «الحمد لله على كل مصنوعاته». ولازمٌ له وواجب عليه أن لا يرضى بمَن ليس كل الكائنات في يده يهديها لمن يشاء، ربا ومعبودا ومحبوبا ومقصودا..
الحمد لله رب العالمين على رحمته على العالمين التي هي سيدُنا محمد ﷺ، إذ به وبرسالته استثبت واستقر ما انطفأ تحت كثافة الفلسفة ما في سائر الأديان من أنوار فكر الألوهية.. وكذا برسالته تظاهر للبشر مرضيات رب العالمين.. وكذا به اهتدى البشر إلى الإيمان الذي هو نورُ الكون والوجود..
الحمد لله على نعمة الإسلامية التي هي مرضيات رب العالمين؛ إذ الإسلام هو الذي أرانا ما يَرضى به ويريده ويحبه ربُّنا وربُّ العالمين ورب السماوات والأرضين.
الحمد لله على نور الإيمان المستضيء بضياءِ: بسم الله الرحمن الرحيم؛ لابد للحامد أن ينظر من النعمة إلى الإنعام، ليرى أن المُنعم أبصرُ به وأقربُ منه إليه؛ يتعرّف بالإنعام، ويتوَدّد بالإحسان، ويتحبب بالإكرام إلى الإنسان. فالإنسان إنما يكون شاكرا إذا استشعر ذلك التعرّفَ والتودّد.
Yükleniyor...