الباب الثالث (36)

في

الحمد لله

بِسْمِ اللّٰهِ الرَّحْمٰنِ الرَّح۪يمِ

الحمد لله الذي تَحمَد له وتُثني عليه بإظهار صفاته الكمالية هذه العوالمُ بجميع ألسنتها الحالية والقالية؛ إذ العوالم بأنواعها وأركانها وأعضائها وأجزائها وذراتها وأثيرها؛ بألسنةِ حدوثها وإمكاناتها واحتياجاتها وافتقاراتها وحكمتها وصنعتها ونظامها وموازنتها وإتقانها وكمالاتها وعباداتها وتسبيحاتها.. ألسناتٌ مسبّحات تاليات لأوصاف جلاله بأنه هو الله الواجب الوجود القديم السرمدي الأبدي الواحد الأحد الفرد الصمد العزيز الجبار المتكبر القهار.. وكذا حامداتٌ تاليات لأوصاف جماله قائلات بأن خالقَنا رحمن، رحيمٌ، رزاق، كريم، جواد، ودود، فيَّاض، لطيف، محسن، جميل.. وكذا ذاكرات تاليات لأوصاف كماله ناطقات -قالا وحالا- بأن خالقنا ومالكنا: حيٌّ، قيوم، عليم، حكيم، قدير، مريد، سميع، بصير، متكلم، شهيد.. وكذا ألسناتٌ تاليات لأسمائه الحسنى المتجلية في الكائنات.

ثم الحمد لله الذي تحمده وتسبح له وتثني عليه بإظهار صفاته الكمالية هذه الكائناتُ بجميع ما فيها؛ إذ هذا الكتاب الكبير بجميع أبوابه وفصوله وصحفه وسطوره وجُمَله وحروفه؛ بحكمتها وصنعتها بصفاتها ونقوشها، كلٌ بقدرِ نسبته مَظاهرُ متفاوتةٌ ومرايا متنوعةٌ لتجليات بوارقِ أوصاف جلاله، وأضواءُ أوصافِ جماله وأنوارُ أوصاف كماله وأشعّاتُ أسمائه الحسنى..

الحمد لله على نعمة الوجود الذي هو الخير المحض، وعلى نعمة الحياة التي هي كمالُ الوجود، وعلى نعمة الإيمان الذي هو كمال الحياة بل حياة الحياة..

الحمد لله على نور الإيمان المزيلِ عنا ظلماتِ الجهات الستة، والمنوّرِ للجهات الآفاقية

 /  
477
Yükleniyor...