❒ (١٨) وإن «بساطةَ الأسباب» الظاهرية كالخبز واللبن، ومحدوديتَها وحصرَها وانضباطها وعرَضيةَ بعضها وفقرَها وضعفها وموتَها وجمودها في ذاتها وعدم شعورها وعدم إرادتها بالمشاهدة، واعتبارية القوانين، وموهوميتَها، وعدمَ تعيّنها إلّا بمقنِّنها، وعدم وجودها الموهوم إلّا بعد رؤيتها، وعدمَ رؤيتها إلّا بعد وجود المسبّب «مع خوارق نقش المسبَّبات» وأعجبيةَ صنعتها كتشكيلات نُسُج حجيرات البدن بسببية أكل الخبز، وكتابةِ النقوش الغير المحدودة المنتظمة المكتوبة في خردلة الحافظة، كأن تلك الخردلة سند (14) استنسختها يدُ القدرة من صحيفة الأعمال، وأعطتها ليد الإنسان ليتذكّر به وقتَ المحاسبة، وليطمئن أن خلْفَ هذا الهَرْجِ والمَرْجِ الوجودي مرايا للبقاء، يرسُم العليمُ فيها الأشياءَ بانتظام بلا اختلاط -ولو كانت الأشياء كثيرة مختلطة- وكان المُرسَم فيه أضيقَ الأشياء بسببية وضعية التلافيف وتشكيلات الحروف والصور الذهنية في التكلم والتفكّر، بسببية قرع اللها (15) وحركة الذهن المقتضية هذه المسببات بالضرورة... لقدرة غير متناهية؛ بل علم وإرادة غير متناهيين. فتستلزم هذه الحقيقةُ أنه لا مؤثر في الكون على الحقيقة إلّا خالقٌ قدير لانهاية لقدرته بوجه من الوجوه. وما الأسباب إلّا «بهانات» (16) وما الوسائط إلّا حجابات ظاهرية، وما الخاصيات والخواص إلّا أسماء وعنوانات وزُجيجات جامدة لِلَمعاتِ تجلياتِ القدرة الأزلية النورانية الغير المتناهية، المستندة، بل المتضمنة للعلم والإرادة الأزليين الغير المتناهيين. إذ التّماس مع تلك القدرة بأدنى شيء أعظمُ وأجلّ وأكبر من جبال الأسباب. إذ تفعل لمعةُ تلك القدرة بأمثال الخيوط الدقيقة الجامدة اليابسة أمثالَ العناقيد تلك الخوارقَ الحيوية الطرية، لو أُحيلَت على الأسباب واجتمعت الأسباب والوسائط على أن يأتوا بمثله ما فعلوا ولو كانَ بعضُهُم لبعضٍ ظَهيرا. وتستلزم هذه الحقيقة أيضا أنّ ما يسمى بالقوانين والنواميس إنما هي أسماء وزُجيجات لتجليات مجموع العلم والأمر والإرادة على الأنواع. وما القانون إلّا أمرٌ ممدود أو أوامر مسرّدة. وما الناموس إلّا إرادة مطولة أو تعلقات منضّدة.. فتفتح هذه الحقيقةُ
Yükleniyor...