❒ (١٤) وإن «أخوّة الجاذبةِ» المكتوبة المنسوجة المنقوشة بين الذرات والجواهر الفردة «للجاذبة العمومية» المكتوبة المنسوجة الممددة بين النجوم والشموس، الدالة على أنهما: كلاهما كتابةُ قلمٍ واحدٍ ومدادِه ونَسْجَا نسّاجٍ واحدٍ وأسدائه، وشعاعا شمس واحدٍ وفيضِه.. تفتح مرصادا نظارا أيضا إلى الوجوب والوحدة، تشهد الكائنات فيه بهذا اللسان الدقيق والعُلوي: الله لا إله إلّا هُو..
❒ (١٥) وإن «نِسَب كلّ ذرةٍ في المركبات» المتداخلة المنتظمة الموظفة تلك الذرةُ كالنفر في كل نسبة له وظيفة لفائدة، كذرة العين في مركبات الأعصاب المحركة والحساسة والأوردة والشرايين والباصرة. فتدل بالضرورة على أن خالق عين العين والعين، وعين العالم -أي الشمس- وواضعَها موضعَها اللائق هو خالق كل المركبات.. فتفتح هذه الحقيقة أيضا مشكاةً نظارةً، تشهد الكائنات فيها بلسان كل ذرة من ذراتها: الله لا إله إلّا هُو..
❒ (١٦) وإن «وُسعَة تصرف القدرة في النوع الواحد» الذي لا يصدر إلّا عن الواحد بالبداهة، مع شمول بعض الأنواع أكثر الكائنات -كالحيات والملَك والسمك- يُتحدس منه بأن خالق الفرد هو خالقُ النوع؛ مثلا: إن القلم الذي رَسَم تشخُّص وجهِ «زيد» لابد بالضرورة أن يكون كلُّ أفراد البشر منظورا له دفعةً، لمخالفة تعيّنه لكلِّ فرد، وإلّا لوقَع التوافق بالتصادف، وخالقُ النوع بهذا السرّ هو خالق الأجناس.. فتفتح هذه الحقيقة أيضا منفذا نظارا، تشهد الكائنات فيه: الله لا إله إلّا هُو..
❒ (١٧) وإن «ما يُتوهم -بقصور النظر- من الاستبعاد والاستغراب والحيرة والكلفة» المنجرَّة إلى الاستنكار في إسناد كل شيء إلى الواجب الوجود الواحد الأحد.. فتلك الاستبعاد والاستغراب والحيرة والكلفة والمعالجات تنقلب حقيقيةً عند عدم الإسناد إلى صاحب مرتبة الوجوب والوحدة، (7)بل تتضاعف تلك الأمور عند إسناد الآثار إلى جانب الإمكان والكثرة والأسباب وأنفسِها، عددَ أجزاء الكائنات.. فما يُتوهم في إسناد الكل إلى الواجب يتحقق في إسناد جزء واحد إلى غيره تعالى. بل الأولُ أسهلُ وأيسر؛ إذ صدور الكثير عن الواحد أقلُّ
Yükleniyor...