﹛وَنَزَّلْنَا مِنَ السَّمَٓاءِ مَٓاءً مُبَارَكًا فَاَنْبَتْنَا بِه۪ جَنَّاتٍ وَحَبَّ الْحَص۪يدِ ❀ وَالنَّخْلَ بَاسِقَاتٍ لَهَا طَلْعٌ نَض۪يدٌ ❀ رِزْقًا لِلْعِبَادِ وَاَحْيَيْنَا بِه۪ بَلْدَةً مَيْتًاۜ كَذٰلِكَ الْخُرُوجُ ﴾|﹜ (ق:٦-١١). ثم أين تصويرُ فضوليٍّ في بحثه عن أفاعيلَ لا تماسَّ له بها؟

نعم، أين أعيان النجوم؛ ثم أين تماثيلها الصغيرة السيالة -التي لا هي موجودة ولا معدومة- المرئيةُ في الزجَيْجات؟

نعم، أين ملائكةُ كلمات كلام خالق الشمس والقمر الملهمة لأنوار الهداية؛ ثم أين زنابير مزوّرات البشر النفاثات في عقد الهوسات؟

نعم، أين ألفاظ القرآن التي هي أصدافُ جواهر الهداية، ومنبع الحقائق الإيمانية، ومعدن الأساسات الإسلامية المنبثة من عرش الرحمن مع تضمن تلك الألفاظ للخطاب الأزلي وللعلم والقدرة والإرادة؛ ثم أين ألفاظ الإنسان الهوائية الواهية الهوسية؟

نعم، أين القرآن الذي هو كشجرة تفرعت وأورقت وأزهرت وأثمرت هذا العالم الإسلامي بمعنوياته وشعائره وكمالاته ودساتيره وأصفيائه وأوليائه، حتى انقلب كثير من نواة تلك الشجرة الطوبائية دساتيرَ عملية وأشجارا مثمرة الذي قيل في حقه: ﹛﴿ قُلْ لَئِنِ اجْتَمَعَتِ الْاِنْسُ وَالْجِنُّ عَلٰٓى اَنْ يَأْتُوا بِمِثْلِ هٰذَا الْقُرْاٰنِ لَا يَأْتُونَ بِمِثْلِه۪ وَلَوْ كَانَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ ظَه۪يرًا ﴾|﹜ (الإسراء:٨٨) وقد أفحم بجزالة نظمه وبلاغة معناه، وبداعة أسلوبه، وبراعة بيانه، وفصاحة لفظه، في جامعية اللفظ لوجوه كثيرة مقبولة، وحُسنِ دلالته في جامعيته لبحر هذه الشريعة المتضمنة للحقيقة والطرائق بمأخذ المجتهدين، وأذواق العارفين، ومشارب الواصلين، ومسالك الكاملين، ومذاهب المحققين.. وبطراوة شبابيته في كل عصر، وبلياقته وموافقته في كل عصر لكل طبقة. وألزَم مصاقع الخطباء ونوابغ العلماء، بل أعجز جميعَ البشر أن يأتوا بسورة من مثله؛ ثم أين كلام البشر؟ أين الثرى من الثريا!

Yükleniyor...