النقطة الخامسة

إنك ترى في ثاني «المثنوي» أعني تلك المجموعة العربية، من المسائل والحقائق الدقيقة التي من شأنها أن يكون كلٌّ منها موضوعا لرسالة.. قد ذُكرتْ ضمن ألفاظٍ ضيقة لا تَسعها، وفي سطور معدودة لا تستوعبها.. وأُفرِدت تلك المسائل بذكرِ: «اعلم.. اعلم» في أوائلها. فلا تظنن أن المسائل -التي كل منها موضوعٌ لرسالة ومشيرٌ إلى حقائقَ متخالفةٍ بعضُها عن بعض- كلها من فن واحد، أو عائد إلى مقام واحد، أو كاشف عن جواهرِ صَدفٍ واحد، قائلا في نفسك: «إنَّ ذِكر «اعلم» وتكرارَه في رؤوس هذه المسائل مما لا فائدة له ولا طائل تحته»؛ لأن كلا منها عنوان وفهرس لرسائل وحقائق، وتكراره إنما هو للإشارة إلى ما بين تلك المسائل من المغايرة.

فعلى القراء الكرام أن يضعوا هذه النقاط المذكورة آنفا نصب أعينهم كيلا يبادروا إلى الاعتراض. (5)

§سعيد النورسي>

∗ ∗ ∗


Yükleniyor...