(٣٩) وإن «فقرها في ذاتها» كالشجر والأرض اليابسين في الشتاء «مع تظاهر الاقتدار المطلق» في معدن ضعفها كحياتهما في الربيع، يدل على وجوب وجود القدير المطلق الذي تتساوى بالنسبة إليه الذراتُ والشموس.

(٤٠) وإن فقر الكائنات لذاتها، مع تظاهر آثار «الغناء المطلق» كظهور الأرزاق من التراب اليابس، يدل على وجوب وجود الغني المطلق الذي من حجيرات خزائن رحمته: الشمسُ والشجر، ومن مسيلات حوض رحمته: الماء والضياء.

(٤١) وإن «موتَها في ذاتها مع تظاهر أنوار الحياة» يدل على وجوب وجود الحي القيوم المحيي المميت.

(٤٢) وإن «جمودها وجهلها مع تظاهر آثار الشعور المحيط» وإن ذا (19)هذا الشعور سميع بصير، يدلان على وجوب وجود عليم خبير.

(٤٣) وإن «فناءها وتغيرَها على الدوام بالانتظام» يدلان بالحدس القطعي على وجوب وجود المغير، الغير المتغير الدائم الباقي.

(٤٤) وإن ما لذوي الأرواح من «العبادات النورانية» المقبولة المثمرة المتضمنة للمشاهدات والمكالمات والفيوضات والمناجاة، تدل على وجوب وجود معبود حقيقي.

(٤٥) وإن «تسبيحات الكائنات» القاليّة والحالية، (20)تدل على وجوب وجود مَن ﴿ يُسَبِّحُ لَهُ مَا فِي السَّمٰوَاتِ وَالْاَرْضِ ﴾ (الحشر:٢٤) إذ دلالة الفطرة صادقة، وشهادتها الفذة لا تُرد.. فكيف بدلالاتٍ غير متناهية وشهادات غير محصورة، قد اتفقت كالدوائر المتداخلةِ المتحدةِ المركز، على وجوب وجود مَن ﴿ يُسَبِّحُ لَهُ مَا فِي السَّمٰوَاتِ وَالْاَرْضِ ﴾ بألسنة أقوالها وأحوالها وبنقوش جباهها؟.

(٤٦) وإن «أدعية ذوي الحاجات» المقبولة والمستجابة، والمؤثرة والمثمرة، تدل بالضرورة على وجوب وجود مَن يجيب المضطر إذا دعاه.


 /  
477
Yükleniyor...