ولاسيما: أن لمتصرف هذا العالم حفيظيةً تامة بحيث لا تغادر صغيرة ولا كبيرة إلا تحفظها في كتاب مبين. ومن أبواب هذا الكتاب المبينِ النظامُ والميزانُ المشهودان، إذ نشاهد أن كل ما تمّ عمرُه بتمام وظيفته، وذهب عن الوجود في عالم الشهادة، يُثبت فاطرهُ كثيرا من صوره في ألواح محفوظة، وينقُش أكثرَ تاريخ حياته في نواتاته ونتائجه، ويُبقيه في مرايا متعددة غيبا وشهادة، حتى كأن كثيرا من الأشياء موظفون بأخذ صورةِ جريان معاملة الأشياء المجاورين لها.
فإن شئت فانظر إلى حافظة البشر وثمرة الشجر ونواة الثمر وبذر الزهر، لتفهم عظمةَ إحاطة قانون الحفظ والحفيظية، حتى في السيالات الزائلات. فقس من هذا قوةَ جريان هذه الحفيظية في الأمور المهمة المثمرة في العوالم الغيبية والأخروية. فيُفهم من هذه المحافظة التامة أن لصاحب هذه الموجودات اهتماما عظيما بانضباط ما يجري في ملكه، وأن له نهايةَ دقةٍ في وظيفةِ حاكميته، وانتظاما تاما في سلطنة ربوبيته، بحيث يَكتب ويَستكتب أدنى حادثة وأهونَ عمل وأقلَّ خدمة، ويأمر -بالأمر التكويني- بأخذ صورةِ كل ما يجري في ملكه، ويَحفظ ويستحفظ كلَّ فعل وعمل. فهذه الحفيظية تشير بل تصرح بل تستلزم المحاسبة. وبالخاصة في أعظم الأعمال وأهمها من أكرم المخلوقات وأشرفها أي الإنسان، لأن الإنسان كالشاهد على كليات شؤون الربوبية، وكالدلاّل على الوحدانية الإلهية في دوائر الكثرة، وكالمشاهِد والضابط على تسبيحات الموجودات، وهكذا.. مما لا يعد من أسباب تكريمه بالأمانة وتقليده بالخلافة.
فمع هذا ﹛﴿ اَيَحْسَبُ الْاِنْسَانُ اَنْ يُتْرَكَ سُدًى ﴾|﹜ (القيامة:٣٦) ولا يُسألَ غدا؟ كلا.. بل لَيحاسَب على السَبَد واللَبد، (10)وسيذهب إلى الحشر والأبد. وما الحشر والقيامة بالنسبة إلى قدرته إلّا كالربيع والخريف. فكل الوقوعات الماضية معجزاتُ قدرته تشهد قطعا على أنه قدير على كل الإمكانات الاستقبالية.
ولاسيما: أن مالك هذا العالم قد وَعد مكررا بما إيجادُه عليه هيّن سهل يسير، ووجوده لخلقه وعباده مهمّ بلا نهاية، وغال بلا غاية. مع أن خُلف الوعد في غاية الضدية لعزّة اقتداره
فإن شئت فانظر إلى حافظة البشر وثمرة الشجر ونواة الثمر وبذر الزهر، لتفهم عظمةَ إحاطة قانون الحفظ والحفيظية، حتى في السيالات الزائلات. فقس من هذا قوةَ جريان هذه الحفيظية في الأمور المهمة المثمرة في العوالم الغيبية والأخروية. فيُفهم من هذه المحافظة التامة أن لصاحب هذه الموجودات اهتماما عظيما بانضباط ما يجري في ملكه، وأن له نهايةَ دقةٍ في وظيفةِ حاكميته، وانتظاما تاما في سلطنة ربوبيته، بحيث يَكتب ويَستكتب أدنى حادثة وأهونَ عمل وأقلَّ خدمة، ويأمر -بالأمر التكويني- بأخذ صورةِ كل ما يجري في ملكه، ويَحفظ ويستحفظ كلَّ فعل وعمل. فهذه الحفيظية تشير بل تصرح بل تستلزم المحاسبة. وبالخاصة في أعظم الأعمال وأهمها من أكرم المخلوقات وأشرفها أي الإنسان، لأن الإنسان كالشاهد على كليات شؤون الربوبية، وكالدلاّل على الوحدانية الإلهية في دوائر الكثرة، وكالمشاهِد والضابط على تسبيحات الموجودات، وهكذا.. مما لا يعد من أسباب تكريمه بالأمانة وتقليده بالخلافة.
فمع هذا ﹛﴿ اَيَحْسَبُ الْاِنْسَانُ اَنْ يُتْرَكَ سُدًى ﴾|﹜ (القيامة:٣٦) ولا يُسألَ غدا؟ كلا.. بل لَيحاسَب على السَبَد واللَبد، (10)وسيذهب إلى الحشر والأبد. وما الحشر والقيامة بالنسبة إلى قدرته إلّا كالربيع والخريف. فكل الوقوعات الماضية معجزاتُ قدرته تشهد قطعا على أنه قدير على كل الإمكانات الاستقبالية.
ولاسيما: أن مالك هذا العالم قد وَعد مكررا بما إيجادُه عليه هيّن سهل يسير، ووجوده لخلقه وعباده مهمّ بلا نهاية، وغال بلا غاية. مع أن خُلف الوعد في غاية الضدية لعزّة اقتداره
Yükleniyor...