بألسنةِ الأقوال والأحوال.. وبالخاصة إذا كانت مُهمةً عند كل شيء، لكونها سببا لصعود قيمة الأشياء إلى أعلى عليين، وبدونها تسقط قيمة كل شيء إلى أسفل سافلين. فحينئذ يشترك في تضرعِ ذلك الحبيبِ جميعُ الموجودات بألسنة استعداداتها.. وبالخاصة إذا كانت مطلوبةً لكل الأسماء المتجلية في الكائنات.
نعم، تلك الحاجة كمخزن الغايات لتلك الأسماء ولكمالاتها في ظهورها بإجراء أحكامها، فحينئذ تَشْفَع جميعُ الأسماء عند مسمّاها لإسعاف حاجة ذلك الحبيب.. وبالخاصة إذا كانت تلك الحاجة كلمح البصر سهلة يسيرة على مالكها الكريم.. وبالخاصة إذا تضرع ذلك الحبيب بأنواع التضرعات الحزينة، متذللا بأنواع الافتقارات المشفَّعة، متحببا بأنواع العبادات المقبولة. وقد اصطف خلفَه -مؤتمّين به مؤَمِّنين على دعائه- جميعُ أفاضلِ ثمراتِ شجرةِ الخلقة من الأنبياء والأولياء والأصفياء، وهو إنما يطلب من ربه الكريم الجنةَ والبقاءَ والسعادةَ الأبدية والرضاء.
فبالضرورة لا يمكن بوجه من الوجوه أن يقبل جمالُ هذه الشفقة الشاملة المشهودة بآثارها، قبحا غدَّارا بعدم قبول مثل هذا المطلوب المعقول، مِن مثل ذلك المحبوب المقبول!
نعم، كما أن ذلك الحبيب الذي هو مدار الشهود والإشهاد للشاهد الأزلي رسولٌ؛ وبرسالته كاشفُ طلسمِ الكائنات، ودلّال الوحدة في غمرات الكثرة، وسببٌ لوصول السعادة في الجنة.. كذلك عبدٌ؛ فبعبوديته كشافُ خزائن الرحمة، ومرآةٌ لجمال الربوبية، وسببٌ لحصول مدار السعادة، وسبب لوجود الجنة. فلو فُرض عدم جميع الأسباب الغير المحصورة المقتضية للجنة إلّا مثلُ هذا الطلب من مثل ذلك الحبيب، لكفى لإيجاد هذه الجنة ووجودها مِن جُودِ جَوادٍ يوجِد في كل ربيع جِنانا مزيَّنة كأنموذجات تلك الجنة. فما هذه بأسهل من تلك، وما هي بأصعب عليه من هذه. فكما يحقّ -وحقٌ أن يُقال، وقد قيل-: «لولاك لولاك لما خلقت الأفلاك» ، يستحق أن يقال: لو لم يكن إلّا دعاؤك لخلقتُ الجنة لأجلك.
اَللَّهُمَّ صَلِّ وَسَلِّمْ عَلٰى ذٰلِكَ الْحَبِيبِ الَّذِي هُوَ سَيِّدُ الْكَوْنَيْنِ وَفَخْرُ الْعَالَمَيْنِ وَحَيَاةُ الدَّارَيْنِ وَوَسِيلَةُ السَّعَادَتَيْنِ وَذُو الْجَنَاحَيْنِ وَرَسُولُ الثَّقَلَيْنِ وَعَلٰى آلِهِ وَصَحْبِهِ أجْمَعِينَ>, وَعَلٰى إخْوَانِهِ مِنَ النَّبِيِّينَ وَالْمُرْسَلِينَ، آمِينَ.
نعم، تلك الحاجة كمخزن الغايات لتلك الأسماء ولكمالاتها في ظهورها بإجراء أحكامها، فحينئذ تَشْفَع جميعُ الأسماء عند مسمّاها لإسعاف حاجة ذلك الحبيب.. وبالخاصة إذا كانت تلك الحاجة كلمح البصر سهلة يسيرة على مالكها الكريم.. وبالخاصة إذا تضرع ذلك الحبيب بأنواع التضرعات الحزينة، متذللا بأنواع الافتقارات المشفَّعة، متحببا بأنواع العبادات المقبولة. وقد اصطف خلفَه -مؤتمّين به مؤَمِّنين على دعائه- جميعُ أفاضلِ ثمراتِ شجرةِ الخلقة من الأنبياء والأولياء والأصفياء، وهو إنما يطلب من ربه الكريم الجنةَ والبقاءَ والسعادةَ الأبدية والرضاء.
فبالضرورة لا يمكن بوجه من الوجوه أن يقبل جمالُ هذه الشفقة الشاملة المشهودة بآثارها، قبحا غدَّارا بعدم قبول مثل هذا المطلوب المعقول، مِن مثل ذلك المحبوب المقبول!
نعم، كما أن ذلك الحبيب الذي هو مدار الشهود والإشهاد للشاهد الأزلي رسولٌ؛ وبرسالته كاشفُ طلسمِ الكائنات، ودلّال الوحدة في غمرات الكثرة، وسببٌ لوصول السعادة في الجنة.. كذلك عبدٌ؛ فبعبوديته كشافُ خزائن الرحمة، ومرآةٌ لجمال الربوبية، وسببٌ لحصول مدار السعادة، وسبب لوجود الجنة. فلو فُرض عدم جميع الأسباب الغير المحصورة المقتضية للجنة إلّا مثلُ هذا الطلب من مثل ذلك الحبيب، لكفى لإيجاد هذه الجنة ووجودها مِن جُودِ جَوادٍ يوجِد في كل ربيع جِنانا مزيَّنة كأنموذجات تلك الجنة. فما هذه بأسهل من تلك، وما هي بأصعب عليه من هذه. فكما يحقّ -وحقٌ أن يُقال، وقد قيل-: «لولاك لولاك لما خلقت الأفلاك» ، يستحق أن يقال: لو لم يكن إلّا دعاؤك لخلقتُ الجنة لأجلك.
Yükleniyor...