الرشحة الثالثة عشرة
يا رفيقي في هذه السياحة العجيبة، ألا يكفيك ما رأيت؟ فإن أردتَ الإحاطة فلا يمكن، بل لو بقينا في هذه الجزيرة مائة سنة ما أحطنا ولا مَلِلْنا من النظر بجزءٍ واحد من مائة جزء من عجائب وظائفه، وغرائب إجراآته.. فلنرجع قهقريا، ولننظر عصرا عصرا، كيف اخضرّت تلك العصور واستفادت من فيض هذا العصر؟
نعم، نرى كلَّ عصرٍ نمرُّ عليه قد انفتحت أزاهيرُه بشمس عصر السعادة، وأثمَر كلُّ عصرٍ من أمثال أبي حنيفة،(∗) والشافعي،(∗) وأبي يزيد البسطامي،(∗) والجنيد البغدادي،(∗) والشيخ عبد القادر الكيلاني(∗) والإمام الغزالي، ومحيي الدين بن عربي،(∗) وأبي الحسن الشاذلي،(∗) والشاه النقشبند،(∗) والإمام الرّبّاني ونظائرهم ألوفَ ثمراتٍ منورات من فيض هداية ذلك الشخص النوراني.
فلنؤخر تفصيلات مشهوداتنا في رجوعنا إلى وقت آخر.
ونصلي ونسلم على هذا الذات النوراني، ذي المعجزات، أعني سيدنا محمدا عليه الصلاة والسلام:
Yükleniyor...