نعم، تحت حجاب هذه الكائنات -ذاتِ العجائب- عجائبُ، تنتظرنا وتنظر إلينا. ولابد لإخبار تلك العجائب والخوارق [من] شخصٍ عجيب خارق يشاهِد ثم يشهَد، ويُبصِر ثم يُخبر.
نعم، نشاهد من شؤونه وأطواره أنه يشاهِد ثم يشهَد، فينذر ويبشّر. وكذا يخبر عن مرضيات رب العالمين ومَطالبه منّا وهكذا.. من عظائم مسائل لا مفرّ منها، وعجائبِ حقائقَ لا منجا منها، ولا سعادة بدونها.
فيا حسرةً على الغافلين! ويا خسارةً على الضالين! ويا عجبا من بلاهة أكثر الناس! كيف تَعامَوا عن الحق وتصامّوا عن هذه الحقيقة! لا يهتمون بمثل هذا الذات في عجائبه، مع أن من شأن مثله أن تُفدى له الأرواحُ ويُسرع إليه بترك الدنيا وما فيها.
الرشحة الحادية عشرة
اعلم أن هذا الشخص، المشهودَ لنا بشخصيته المعنوية، المشهور في العالم بشؤونه العلوية؛ كما أنه برهانٌ ناطقٌ صادقٌ على الوحدانية، ودليلٌ حقٌّ بدرجة حقانية التوحيد.. كذلك هو برهان قاطع ودليل ساطع على السعادة الأبدية؛ بل كما أنه بدعوته وبهدايته سببُ حصولِ السعادة الأبدية ووسيلةُ وصولها.. كذلك هو بدعائه وعبوديته سببُ وجود تلك السعادة ووسيلةُ إيجادها.
فإن شئت فانظر إليه وهو في الصلاة الكبرى، التي بعظمة وُسعَتها صيّرت هذه الجزيرة -بل الأرضَ- مصلين بتلك الصلاة الكبرى.. ثم انظر، إنه يصلي تلك الصلاة بهذه الجماعة العظمى، بدرجةٍ كأنه هو إمام في محرابِ عصره واصطفّ خلفَه مقتدين به جميعُ أفاضل بني آدم، من آدم إلى هذا العصر إلى آخر الدنيا، في صفوف الأعصار مؤتَمّين به ومُؤَمِّنين على دعائه.. ثم استمع ما يَفعل في تلك الصلاة بتلك الجماعة؛ فها هو يدعو لحاجةٍ شديدةٍ عظيمةٍ عامةٍ بحيث يشترك معه في دعائه الأرضُ، بل السماء، بل كلُّ الموجودات، فيقولون بألسنة الأحوال: «نعم يا ربَّنا تقبل دعاءه، فنحن أيضا نطلبه، بل مع جميع ما تجلى علينا من أسمائك، نطلب حصول ما يطلب هو..». ثم انظر إلى طوره في طرز تضرعاته كيف يتضرّع بافتقارٍ
نعم، نشاهد من شؤونه وأطواره أنه يشاهِد ثم يشهَد، فينذر ويبشّر. وكذا يخبر عن مرضيات رب العالمين ومَطالبه منّا وهكذا.. من عظائم مسائل لا مفرّ منها، وعجائبِ حقائقَ لا منجا منها، ولا سعادة بدونها.
فيا حسرةً على الغافلين! ويا خسارةً على الضالين! ويا عجبا من بلاهة أكثر الناس! كيف تَعامَوا عن الحق وتصامّوا عن هذه الحقيقة! لا يهتمون بمثل هذا الذات في عجائبه، مع أن من شأن مثله أن تُفدى له الأرواحُ ويُسرع إليه بترك الدنيا وما فيها.
الرشحة الحادية عشرة
اعلم أن هذا الشخص، المشهودَ لنا بشخصيته المعنوية، المشهور في العالم بشؤونه العلوية؛ كما أنه برهانٌ ناطقٌ صادقٌ على الوحدانية، ودليلٌ حقٌّ بدرجة حقانية التوحيد.. كذلك هو برهان قاطع ودليل ساطع على السعادة الأبدية؛ بل كما أنه بدعوته وبهدايته سببُ حصولِ السعادة الأبدية ووسيلةُ وصولها.. كذلك هو بدعائه وعبوديته سببُ وجود تلك السعادة ووسيلةُ إيجادها.
فإن شئت فانظر إليه وهو في الصلاة الكبرى، التي بعظمة وُسعَتها صيّرت هذه الجزيرة -بل الأرضَ- مصلين بتلك الصلاة الكبرى.. ثم انظر، إنه يصلي تلك الصلاة بهذه الجماعة العظمى، بدرجةٍ كأنه هو إمام في محرابِ عصره واصطفّ خلفَه مقتدين به جميعُ أفاضل بني آدم، من آدم إلى هذا العصر إلى آخر الدنيا، في صفوف الأعصار مؤتَمّين به ومُؤَمِّنين على دعائه.. ثم استمع ما يَفعل في تلك الصلاة بتلك الجماعة؛ فها هو يدعو لحاجةٍ شديدةٍ عظيمةٍ عامةٍ بحيث يشترك معه في دعائه الأرضُ، بل السماء، بل كلُّ الموجودات، فيقولون بألسنة الأحوال: «نعم يا ربَّنا تقبل دعاءه، فنحن أيضا نطلبه، بل مع جميع ما تجلى علينا من أسمائك، نطلب حصول ما يطلب هو..». ثم انظر إلى طوره في طرز تضرعاته كيف يتضرّع بافتقارٍ
Yükleniyor...