تلك الأفعال تصرّح لك بمكمليةِ أسماء ذلك الفاعل، أي هو صانع ماهر، ومهندسٌ عليم، ونَقّاش حكيم، وهكذا.. ومكملية أسمائه تُفصح لك عن مكمّلية صفات المسمى، أي له علم وحكمة وصنعة وهندسة.. ومكملية صفاته تشهد على مكملية شؤون ذاته، أي له قابلية فائقة واستعداد جيد.. ومكملية الشؤون تكشف عن وجهِ مكملية ذاتِ ذلك النقاش بوجه يليق به ويناسب مقامه.. كذلك إن مكملية هذه الآثار المشهودة في هذه الكائنات بلا قصور ولا فطور، تشهد بالمشاهدة الحدسية على مكملية أفعالٍ مستترة خلفها.. ومكملية هذه الأفعال التي هي كالمشهودة، تشهد بالبداهة على كمال أسماء ذلك الفاعل.. وكمالُ تلك الأسماء، يشهد بالضرورة على كمال الصفات؛ إذ الأسماء ناشئة من نسب الصفات.. وكمالُ الصفات يكشف باليقين عن كمال الشؤون الذاتية التي هي مبادئ الصفات القدسية.. وكمال الشؤون يشهد بحق اليقين على كمال الذات بما يليق بجنابه سبحانه. بل مجموع ما في الكائنات من الكمال والجمال إنما هو ظل ضعيف مفاض بالنسبة إلى كماله عزّ كمالُه، وإلى جمالِه جلّ جمالُه.

∗ ∗ ∗



Yükleniyor...