وأما الكلام:

فالأول: «إني لست مالكي» وإن مالكي هو مالك الملك ذو الجلال والإكرام... فتَوهَّمْتُني مالكا، (3)لأفهم صفات مالكي بالمقايسة. ففهمت بالمتناهي الموهومِ الغيرَ المتناهي. فجاء الصباح وانطفأ المصباح المتخيَّل..

الثاني: «الموت حق» فهذه الحياة وهذا البدن ليسا بقابلين لأن يصيرا عمودَين تُبنى عليهما هذه الدنيا العظيمة؛ إذ ما هما بأبديين ولا من حديد ولا حجر بل من لحم ودم وعظم. ومتخالفات توافقوا في أيام قليلة هم على جناح التفرق في كل آن.. فكيف يُبنى بالآمال قَصْرٌ يسع الدنيا على هذا الأساس الرخو الفاسد والعمود المدَوّد (4)الكاسد..

الثالث: «ربي واحد»: كل السعادات لكلِّ واحدٍ هو التسليمُ لرب واحد. وإلّا لاحتاج إلى الأرباب المتشاكسين من مجموع الكائنات؛ إذ لجامعية الإنسان، له احتياجات إلى كل الأشياء، وعلاقات معها، وتألمات وتأثرات، شعوريا وغير شعوري بكل منها، فهذه حالة جهنميّة. فمعرفة الرب الواحد الذي كل هذه الأرباب الموهومة حجابٌ رقيق على يد قدرته هي حالة فردوسية دنيوية..

الرابع: إن «أنا» نقطة سوداء، وواحد قياسي، التفّ على رأسه خطوط الصنعة الشعورية، تشاهَد فيها أن مالكه أقربُ إليه منه..

سيجيء تفصيل هذه الجمل في خاتمة الباب الأول.

 /  
477
Yükleniyor...